Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 43-43)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
إظهاراً لفساد اعتقادهم واشتداد عنادهم حيث تبين أن أعلى من يعبدونه وهم الملائكة لا يتأهل للعبادة لذواتهم كما قالوا : { سُبْحَـٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا } [ سبأ : 41 ] أي لا أهلية لنا إلا لعبادتك من دونهم أي لا أهلية لنا لأن نكون معبودين لهم ولا لنفع أو ضر كما قال تعالى : { فَٱلْيَوْمَ لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً } [ سبأ : 42 ] ثم مع هذا كله إذا قال لهم النبـي عليه السلام كلاماً من التوحيد وتلا عليهم آيات الله الدالة عليه ، فإن لله في كل شيء آيات دالة على وحدانيته أنكروها وقالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم يعني يعارضون البرهان بالتقليد { وَقَالُواْ مَا هَـٰذَا إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرًى } وهو يحتمل وجوهاً أحدها : أن يكون المراد أن القول بالوحدانية { إِفْكٌ مُّفْتَرًى } ويدل عليه هو أن الموحد كان يقول في حق المشرك إنه يأفك كما قال تعالى في حقهم : { أَءفْكاً ءالِهَةً دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ } [ الصافات : 86 ] وكما قالوا هم للرسول : { أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلهتنا } [ الأحقاف : 22 ] وثانيها : أن يكون المراد { مَا هَـٰذَا إِلاَّ إِفْكٌ } أي القرآن إفك وعلى الأول يكون قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلْحَقّ لَمَّا جَاءهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } إشارة إلى القرآن وعلى الثاني يكون إشارة إلى ما أتى به من المعجزات وعلى الوجهين فقوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بدلاً عن أن يقول وقالوا للحق هو أن إنكار التوحيد كان مختصاً بالمشركين ، وأما إنكار القرآن والمعجزات [ فقد ] كان متفقاً عليه بين المشركين وأهل الكتاب [ فقال ] تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلْحَقّ } على وجه العموم .