Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 52-52)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي بعد ظهور الأمر حيث لا ينفع إيمان ، قالوا آمنا { وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ } أي كيف يقدرون على الظفر بالمطلوب وذلك لا يكون إلا في الدنيا وهم في الآخرة والدنيا من الآخرة بعيدة ، فإن قيل فكيف قال كثير من المواضع إن الآخرة من الدنيا قريبة ، ولهذا سماها الله الساعة وقال : { لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } [ الشورى : 17 ] نقول الماضي كالأمس الدابر بعدما يكون إذ لا وصول إليه ، والمستقبل وإن كان بينه وبين الحاضر سنين فإنه آت ، فيوم القيامة الدنيا بعيدة لمضيها وفي الدنيا يوم القيامة قريب لإتيانه والتناوش هو التناول عن قرب . وقيل عن بعد ، ولما جعل الله الفعل مأخوذاً كالجسم جعل ظرف الفعل وهو الزمان كظرف الجسم وهو المكان فقال : { مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } والمراد ما مضى من الدنيا .