Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 70-70)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قريء بالتاء والياء ، بالتاء خطاباً مع النبي صلى الله عليه وسلم وبالياء على وجهين أحدهما : أن يكون المنذر هو النبي صلى الله عليه وسلم حيث سبق ذكره في قوله : { وَمَا عَلَّمْنَـٰهُ } [ يسۤ : 69 ] وقوله : { وَمَا يَنبَغِى لَهُ } [ يسۤ : 69 ] . وثانيهما : أن يكون المراد أن القرآن ينذر والأول أقرب إلى المعنى والثاني : أقرب إلى اللفظ ، أما الأول : فلأن المنذر صفة للرسل أكثر وروداً من المنذر صفة للكتب وأما الثاني : فلأن القرآن أقرب المذكورين إلى قوله : { لّيُنذِرَ } وقوله : { مَن كَانَ حَيّاً } أي : من كان حي القلب ، ويحتمل وجهين أحدهما : أن يكون المراد من كان حياً في علم الله فينذره به فيؤمن الثاني : أن يكون المراد لينذر به من كان حياً في نفس الأمر ، أي من آمن فينذره بما على المعاصي من العقاب وبما على الطاعة من الثواب { وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ } أما قول العذاب وكلمته كما قال تعالى : { وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنْي لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [ السجدة : 13 ] وقوله تعالى : { حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ } [ الزمر : 71 ] وذلك لأن الله تعالى قال : { وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً } [ الإسراء : 15 ] فإذا جاء حق التعذيب على من وجد منه التكذيب ، وأما القول المقول في الوحدانية والرسالة والحشر وسائر المسائل الأصولية الدينية فإن القرآن فيه ذكر الدلائل التي بها تثبت المطالب .