Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 71-72)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم إنه تعالى أعاد الوحدانية ودلائل دالة عليها فقال تعالى : { أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعـٰماً } أي من جملة ما عملت أيدينا أي ما عملناه من غير معين ولا ظهير بل عملناه بقدرتنا وإرادتنا . وقوله تعالى : { فَهُمْ لَهَا مَـٰلِكُونَ } إشارة إلى إتمام الإنعام في خلق الأنعام ، فإنه تعالى لو خلقها ولم يملكها الإنسان ما كان ينتفع بها . وقوله : { وَذَلَّلْنَـٰهَا لَهُمْ } زيادة إنعام فإن المملوك إذا كان آبياً متمرداً لا ينفع ، فلو كان الإنسان يملك الأنعام وهي نادة صادة لما تم الإنعام الذي في الركوب وإن كان يحصل الأكل كما في الحيوانات الوحشية ، بل ما كان يكمل ننعمة الأكل أيضاً إلا بالتعب الذي في الاصطياد ، ولعل ذلك لا يتهيأ إلا للبعض وفي البعض . وقوله تعالى : { فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } بيان لمنفعة التذليل إذ لولا التذليل لما وجدت إحدى المنفعتين وكانت الأخرى قليلة الوجود .