Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 79-81)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اعلم أنه تعالى لما أطنب في تقرير الوعيد عاد إلى ذكر ما يدل على وجود الإله الحكيم الرحيم ، وإلى ذكر ما يصلح أن يعد إنعاماً على العباد ، قال الزجاج الإبل خاصة ، وقال القاضي هي الأزواج الثمانية ، وفي الآية سؤالات : السؤال الأول : أنه لم أدخل لام الغرض على قوله { لتركبوا } وعلى قوله { لتبلغوا } ولم يدخل على البواقي فما السبب فيه ؟ الجواب : قال صاحب « الكشاف » الركوب في الحج والغزو إما أن يكون واجباً أو مندوباً ، فهذان القسمان أغراض دينية فلا جرم أدخل عليهما حرف التعليل ، وأما الأكل وإصابة المنافع فمن جنس المباحات ، فلا جرم ما أدخل عليها حرف التعليل ، نظيره قوله تعالى : { وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } [ النحل : 8 ] فأدخل التعليل على الركوب ولم يدخله على الزنية . السؤال الثاني : قوله تعالى : { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } معناه تحملون في البر والبحر إذا عرفت هذا فنقول : لم لم يقل وفي الفلك كما قال { قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } [ هود : 40 ] والجواب : أن كلمة على للاستعلاء فالشيء الذي يوضع في الفلك كما يصح أن يقال وضع فيه يصح أن يقال وضع عليه ، ولما صح الوجهان كانت لفظة على أولى حتى يتم المراد في قوله { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } ولما ذكر الله هذه الدلائل الكثيرة قال : { وَيُرِيكُمْ آيَـٰتِهِ فَأَىَّ ءايَـٰتِ الله تنكرون } يعني أن هذه الآيات التي عددناها كلها ظاهرة باهرة ، فقوله { فَأَىَّ ءايَـٰتِ الله تنكرون } تنبيه على أنه ليس في شيء من الدلائل التي تقدم ذكرها ما يمكن إنكاره ، قل صاحب « الكشاف » قوله { فَأَىُّ آيَـٰتِ ٱللَّهِ } جاء على اللغة المستفيضة ، وقولك : فأية آيات الله قليل لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحوحمار وحمارة غريب ، وهي في أي أغرب لإبهامه ، والله أعلم .