Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 9-9)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وفيه وجوه الأول : المراد القرآن ، ووجهه هو أن كيفية العمل الصالح لا تعلم بالعقل وإنما تدرك بالشرع والشرع بالقرآن فلما أعرضوا لم يعرفوا العمل الصالح وكيفية الإتيان به ، فأتوا بالباطل فأحبط أعمالهم الثاني : { كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ } من بيان التوحيد كما قال الله تعالى عنهم { أئنا لتاركو آلهتنا } [ الصافات : 36 ] وقال تعالى : { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وٰحِداً } إلى أن قال : { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } [ ص : 5 7 ] وقال تعالى : { وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } [ الزمر : 45 ] ووجهه أن الشرك محبط للعمل ، قال الله تعالى : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } [ الزمر : 65 ] وكيف لا والعمل من المشرك لا يقع لوجه الله فلا بقاء له في نفسه ولا بقاء له ببقاء من له العمل ، لأن ما سوى وجه الله تعالى هالك محبط الثالث : { كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ } من بيان أمر الآخرة فلم يعملوا لها ، والدنيا وما فيها ومآلها باطل ، فأحبط الله أعمالهم .