Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 12-12)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني لم يكن تخلفكم لما ذكرتم { بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ } وأن مخففة من الثقيلة ، أي ظننتم أنهم لا ينقلبون ولا يرجعون ، وقوله { وزين ذلك في قلوبكم } يعني ظننتم أولاً ، فزين الشيطان ظنكم عندكم حتى قطعتم به ، وذلك لأن الشبهة قد يزينها الشيطان ، ويضم إليها مخايلة يقطع بها الغافل ، وإن كان لا يشك فيها العاقل ، وقوله تعالى : { وَظَنَنتُمْ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } يحتمل وجهين أحدهما : أن يكون هذا العطف عطفاً يفيد المغايرة ، فقوله { وَظَنَنتُمْ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } غير الذي في قوله { بَلْ ظَنَنْتُمْ } وحينئذ يحتمل أن يكون الظن الثاني معناه : وظننتم أن الله يخلف وعده ، أو ظننتم أن الرسول كاذب في قوله وثانيهما : أن يكون قوله { وَظَنَنتُمْ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } هو ما تقدم من ظن أن لا ينقلبوا ، ويكون على حد قول القائل : علمت هذه المسألة وعلمت كذا ، أي هذه المسألة لا غيرها ، وذلك كأنه قال : بل ظننتم ظن أن لن ينقلب . وظنكم ذلك فاسد ، وقد بينا التحقيق في ظن السوء ، وقوله تعالى : { وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً } يحتمل وجهين أحدهما : وصرتم بذلك الظن بائرين هالكين وثانيها : أنتم في الأصل بائرون وظننتم ذلك الظن الفاسد .