Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 16-16)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ } فيه وجهان : أحدهما : أن يكون ابتداء استدلال بخلق الإنسان ، وهذا على قولنا { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ } [ قۤ : 15 ] معناه خلق السمٰوات وثانيهما : أن يكون تتميم بيان خلق الإنسان ، وعلى هذا قولنا الخلق الأول هو خلق الإنسان أول مرة ، ويحتمل أن يقال هو تنبيه على أمر يوجب عودهم عن مقالهم ، وبيانه أنه تعالى لما قال : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } كان ذلك إشارة إلى أنه لا يخفى عليه خافية ويعلم ذوات صدورهم . وقوله { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } . بيان لكمال علمه ، والوريد العرق الذي هو مجرى الدم يجري فيه ويصل إلى كل جزء من أجزاء البدن والله أقرب من ذلك بعلمه ، لأن العرق تحجبه أجزاء اللحم ويخفى عنه ، وعلم الله تعالى لا يحجب عنه شيء ، ويحتمل أن يقال { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } بتفرد قدرتنا فيه يجري فيه أمرنا كما يجري الدم في عروقه .