Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 38-38)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَفِى مُوسَىٰ } يحتمل أن يكون معطوفاً على معلوم ، ويحتمل أن يكون معطوفاً على مذكور ، أما الأول ففيه وجوه . الأول : أن يكون المراد ذلك في إبراهيم وفي موسى ، لأن من ذكر إبراهيم يعلم ذلك . الثاني : لقومك في لوط وقومه عبرة ، وفي موسى وفرعون . الثالث : أن يكون هناك معنى قوله تعالى : تفكروا في إبراهيم ولوط وقومهما ، وفي موسى وفرعون ، والكل قريب بعضه من بعض ، وأما الثاني ففيه أيضاً وجوه . أحدها : أنه عطف على قوله : { وَفِى ٱلأَرْضِ ءايَـٰتٌ لّلْمُوقِنِينَ } [ الذاريات : 20 ] ، { وَفِى مُوسَىٰ } وهو بعيد لبعده في الذكر ، ولعدم المناسبة بينهما . ثانيها : أنه عطف على قوله : { وَتَرَكْنَا فِيهَا ءايَةً لّلَّذِينَ يَخَافُونَ } [ الذاريات : 37 ] ، { وَفِى مُوسَىٰ } أي وجعلنا في موسى على طريقة قولهم : علفتها تبناً وماءً بارداً ، وتقلدت سيفاً ورمحاً ، وهو أقرب ، ولا يخلو عن تعسف إذا قلنا بما قال به بعض المفسرين إن الضمير في قوله تعالى : { وَتَرَكْنَا فِيهَا } عائد إلى القرية . ثالثها : أن نقول فيها راجع إلى الحكاية ، فيكون التقدير : وتركنا في حكايتهم آية أو في قصتهم ، فيكون : وفي قصة موسى آية ، وهو قريب من الاحتمال الأول ، وهو العطف على المعلوم . رابعها : أن يكون عطفاً على { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرٰهِيمَ } [ الذاريات : 24 ] وتقديره : وفي موسى حديث إذ أرسلناه ، " وهو مناسب إذ جمع الله كثيراً من ذكر إبراهيم وموسى عليهما السلام ، كما قال تعالى : { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَىٰ وَإِبْرٰهِيمَ ٱلَّذِى وَفَّىٰ } [ النجم : 36 ] وقال تعالى : { صُحُفِ إِبْرٰهِيمَ وَمُوسَىٰ } [ الأعلى : 19 ] والسلطان القوة بالحجة والبرهان ، والمبين الفارق ، وقد ذكرنا أنه يحتمل أن يكون المراد منه ما كان معه من البراهين القاطعة التي حاج بها فرعون ، ويحتمل أن يكون المراد المعجز الفارق بين سحر الساحر وأمر المرسلين .