Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 39-39)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } فيه وجوه . الأول : الباء للمصاحبة ، والركن إشارة إلى القوم كأنه تعالى يقول : أعرض مع قومه ، يقال نزل فلان بعسكره على كذا ، ويدل على هذا الوجه قوله تعالى : { فَأَرَاهُ ٱلأَيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ * فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } [ النازعات : 20 22 ] قال : { أَدْبَرَ } وهو بمعنى تولى وقوله : { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ } [ النازعات : 23 ] وفي معنى قوله تعالى : { بِرُكْنِهِ } . الثاني : { فَتَوَلَّىٰ } أي اتخذ ولياً ، والباء للتعدية حينئذ يعني تقوى بجنده . والثالث : تولى أمر موسى بقوته ، كأنه قال : أقتل موسى لئلا يبدل دينكم ، ولا يظهر في الأرض الفساد ، فتولى أمره بنفسه ، وحينئذ يكون المفعول غير مذكور ، وركنه هو نفسه القوية ، ويحتمل أن يكون المراد من ركنه هامان ، فإنه كان وزيره ، وعلى هذا الوجه الثاني أظهر . { وَقَالَ سَـٰحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } أي هذا ساحر أو مجنون ، وقوله : { سَـٰحِرٌ } أي يأتي الجن بسحره أو يقرب منهم ، والجن يقربون منه ويقصدونه إن كان هو لا يقصدهم ، فالساحر والمجنون كلاهما أمره مع الجن ، غير أن الساحر يأتيهم باختياره ، والمجنون يأتونه من غير اختياره ، فكأنه أراد صيانة كلامه عن الكذب فقال هو يسحر الجن أو يسحر ، فإن كان ليس عنده منه خبر ، ولا يقصد ذلك فالجن يأتونه .