Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 6-6)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } قد ذكرنا أن المفسرين يقولون إلى قوله : { تَوَلَّ } منسوخ وليس كذلك ، بل المراد منه لا تناظرهم بالكلام . ثم قال تعالى : { يَوْمَ يَدْعُو ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَىْء نُّكُرٍ } قد ذكرنا أيضاً أن من ينصح شخصاً ولا يؤثر فيه النصح يعرض عنه ويقول مع غيره : ما فيه نصح المعرض عنه ، ويكون فيه قصد إرشاده أيضاً فقال بعدما قال : { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو ٱلدَّاعِ } { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } [ المعارج : 43 ] للتخويف ، والعامل في : { يَوْمٍ } هو ما بعده ، وهو قوله : { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } والداعي معرف كالمنادي في قوله : { يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ } [ ق : 41 ] لأنه معلوم قد أخبر عنه ، فقيل : إن منادياً ينادي وداعياً يدعو وفي الداعي وجوه أحدها أنه إسرافيل وثانيها : أنه جبريل وثالثها : أنه ملك موكل بذلك والتعريف حينئذ لا يقطع حد العلمية ، وإنما يكون ذلك كقولنا : جاء رجل فقال : الرجل ، وقوله تعالى : { إِلَىٰ شَىْء نُّكُرٍ } أي منكر وهو يحتمل وجوهاً أحدها : إلى شيء نكر في يومنا هذا لأنهم أنكروه أي يوم يدعو الداعي إلى الشيء الذي أنكروه يخرجون ثانيها : نكر أي منكر يقول : ذلك القائل كان ينبغي أن لا يكون أي من شأنه أن لا يوجد يقال : فلان ينهى عن المنكر ، وعلى هذا فهو عندهم كان ينبغي أن لا يقع لأنه يرديهم في الهاوية ، فإن قيل : ما ذلك الشيء النكر ؟ نقول : الحساب أو الجمع له أو النشر للجمع ، وهذا أقرب ، فإن قيل : النشر لا يكون منكراً فإنه إحياء ولأن الكافر من أين يعرف وقت النشر وما يجري عليه لينكره ؟ نقول : يعرف ويعلم بدليل قوله تعالى عنهم : { يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا } [ يس : 52 ] .