Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 7-7)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وفيه قراءات خاشعاً وخاشعة وخشعاً ، فمن قرأ خاشعاً على قول القائل : يخشع أبصارهم على ترك التأنيث لتقدم الفعل ومن قرأ خاشعة على قوله : تخشع أبصارهم ومن قرأ خشعاً فله وجوه أحدها : على قول من يقول : يخشعن أبصارهم على طريقة من يقول : أكلوني البراغيث ثانيها : في : { خُشَّعاً } ضمير أبصارهم بدل عنه ، تقديره يخشعون أبصارهم على بدل الاشتمال كقول القائل : أعجبوني حسنهم . ثالثها : فيه فعل مضمر يفسره يخرجون تقديره يخرجون خشعاً أبصارهم على بدل الاشتمال والصحيح خاشعاً ، روي أن مجاهداً رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فقال له : يا نبي الله خشعاً أبصارهم أو خاشعاً أبصارهم ؟ فقال عليه السلام : خاشعاً ، ولهذه القراءة وجه آخر أظهر مما قالوه وهو أن يكون خشعاً منصوباً على أنه مفعول بقوله : { يَوْمَ يَدْعُو ٱلدَّاعِ } خشعاً أي يدعو هؤلاء ، فإن قيل : هذا فاسد من وجوه أحدها : أن التخصيص لا فائدة فيه لأن الداعي يدعو كل أحد ، ثانيها : قوله : { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } بعد الدعاء فيكونون خشعاً قبل الخروج وإنه باطل ، ثالثها : قراءة خاشعاً تبطل هذا ، نقول أما الجواب عن الأول فهو أن يقال قوله : { إِلَىٰ شَىْء نُّكُرٍ } يدفع ذلك لأن كل أحد لا يدعى إلى شيء نكر وعن الثاني المراد : من شيء نكر الحساب العسر يعني يوم يدع الداع إلى الحساب العسر خشعاً ولا يكون العامل في : { يَوْمَ يَدْعُو } يخرجون بل اذكروا ، أو : { فَمَا تُغْنِـى ٱلنُّذُرُ } كما قال تعالى : { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَـٰعَةُ ٱلشَّـٰفِعِينَ } [ المدثر : 48 ] ويكون يخرجون ابتداء كلام ، وعن الثالث أنه لا منافاة بين القراءتين وخاشعاً نصب على الحال أو على أنه مفعول يدعو كأنه يقول : يدعو الداعي قوماً خاشعة أبصارهم والخشوع السكون قال تعالى : { وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ } [ طه : 108 ] وخشوع الأبصار سكونها على كل حال لا تنفلت يمنة ولا يسرة كما في قوله تعالى : { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } [ إبراهيم : 43 ] وقوله تعالى : { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } مثلهم بالجراد المنتشر في الكثرة والتموج ، ويحتمل أن يقال : المنتشر مطاوع نشره إذا أحياه فكأنهم جراد يتحرك من الأرض ويدب إشارة إلى كيفية خروجهم من الأجداث وضعفهم .