Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 24-24)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال : { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَـٰلِقُ } والخلق هو التقدير معناه أنه يقدر أفعاله على وجوه مخصوصة ، فالخالقية راجعة إلى صفة الإرادة . ثم قال : { ٱلْبَارِىءُ } وهو بمنزلة قولنا : صانع وموجد إلا أنه يفيد اختراع الأجسام ، ولذلك يقال في الخلق : برية ولا يقال في الأعراض التي هي كاللون والطعم . وأما { ٱلْمُصَوّرُ } فمعناه أنه يخلق صور الخلق على ما يريد ، وقدم ذكر الخالق على البارىء ، لأن ترجيح الإرادة مقدم على تأثير القدرة وقدم البارىء على المصور ، لأن إيجاد الذوات مقدم على إيجاد الصفات . ثم قال تعالى : { لَهُ ٱلأَسْمَاءُ ٱلْحُسْنَىٰ } وقد فسرناه في قوله : { وَللَّهِ ٱلأَسْمَاء ٱلْحُسْنَىٰ } [ الأعراف : 180 ] . أما قوله : { يُسَبّحُ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } فقد مر تفسيره في أول سورة الحديد والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ، والحمد لله رب العالمين ، وصلاته على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين ، وسلم تسليماً كثيراً .