Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 153-153)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في الآية مسائل : المسألة الأولى قرأ ابن عامر { وَأَنَّ هَـٰذَا } بفتح الألف وسكون النون وقرأ حمزة والكسائي { وَأَنْ } بكسر الألف وتشديد النون أما قراءة ابن عامر فأصلها { وإِنَّهُ هَـٰذَا صِرٰطِي } والهاء ضمير الشأن والحديث وعلى هذا الشرط تخفف . قال الأعشى : @ في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل @@ أي قد علموا أنه هالك ، وأما كسر { إن } فالتقدير { أَتْلُ مَا حَرَّمَ } [ الأنعام : 151 ] وأتل { أَنَّ هَذَا صِرٰطِي } بمعنى أقول وقيل على الاستئناف . وأما فتح أن فقال الفراء فتح { أن } من وقوع أتل عليها يعني وأتل عليكم { أَنَّ هَذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا } قال : وإن شئت جعلتها خفضاً والتقدير { ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ } وبأن هذا صراطي . قال أبو علي : من فتح { أن } فقياس قول سيبويه أنه حملها على قوله : { فَٱتَّبَعُوهُ } والتقدير لأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه كقوله : { وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً } [ المؤمنون : 52 ] وقال سيبويه لأن هذه أمتكم ، وقال في قوله : { وَأَنَّ ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً } [ الجن : 18 ] والمعنى ولأن المساجد لله . المسألة الثانية : القراء أجمعوا على سكون الياء من { صِرٰطِي } غير ابن عامر فإنه فتحها وقرأ ابن كثير وابن عامر { سراطي } بالسين وحمزة بين الصاد والزاي والباقون بالصاد صافية وكلها لغات قال صاحب « الكشاف » : قرأ الأعمش { وَهَـٰذَا صِرٰطِي } وفي مصحف عبد الله { وَهَـٰذَا صِرٰطُ رَبُّكُـمْ } وفي مصحف أبي { وَهَـٰذَا صِرٰطُ رَبّكَ } . المسألة الثالثة : أنه تعالى لما بين في الآيتين المتقدمين ما وصى به أجمل في آخره إجمالاً يقتضي دخول ما تقدم فيه ، ودخول سائر الشريعة فيه فقال : { وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا } فدخل فيه كل ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم من دين الإسلام وهو المنهج القويم والصراط المستقيم ، فاتبعوا جملته وتفصيله ولا تعدلوا عنه فتقعوا في الضلالات . وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خط خطاً ، ثم قال : " " هذا سبيل الرشد ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطاً ، ثم قال : هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ؟ " " ثم تلا هذه الآية : { وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ } وعن ابن عباس هذه الآيات محكمات لم ينسخهن شيء من جميع الكتب ، من عمل بهن دخل الجنة ومن تركهن دخل النار . ثم قال : { ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ } أي بالكتاب { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } المعاصي والضلالات . المسألة الرابعة : هذه الآية تدل على أن كل ما كان حقاً فهو واحد ، ولا يلزم منه أن يقال : إن كل ما كان واحداً فهو حق ، فإذا كان الحق واحداً كان كل ما سواه باطلاً ، وما سوى الحق أشياء كثيرة ، فيجب الحكم بأن كل كثير باطل ، ولكن لا يلزم أن يكون كل باطل كثيراً بعين ما قررناه في القضية الأولى .