Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 60, Ayat: 2-3)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَثْقَفُوكُمْ } يظفروا بكم ويتمكنوا منكم { يَكُونُواْ لَكُمْ } في غاية العداوة ، وهو قول ابن عباس ، وقال مقاتل : يظهروا عليكم يصادقوكم { وَيَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ } بالضرب { وَأَلْسِنَتَهُمْ } بالشتم { وَوَدُّواْ } أن ترجعوا إلى دينهم ، والمعنى أن أعداء الله لا يخلصون المودة لأولياء الله لما بينهم من المباينة { لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَـامُكُمْ } لما عوتب حاطب على ما فعل اعتذر بأن له أرحاماً ، وهي القرابات ، والأولاد فيما بينهم ، وليس له هناك من يمنع عشيرته ، فأراد أن يتخذ عندهم يداً ليحسنوا إلى من خلفهم بمكة من عشيرته ، فقال : { لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَـامُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ } الذين توالون الكفار من أجلهم ، وتتقربون إليهم مخافة عليهم ، ثم قال : { يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ } وبين أقاربكم وأولادكم فيدخل أهل الإيمان الجنة ، وأهل الكفر النار { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } أي بما عمل حاطب ، ثم في الآية مباحث : الأول : ما قاله صاحب الكشاف : { إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَاء } كيف يورد جواب الشرط مضارعاً مثله ، ثم قال : { وَوَدُّواْ } بلفظ الماضي نقول : الماضي وإن كان يجري في باب الشرط مجرى المضارع في علم الإعراب فإن فيه نكتة ، كأنه قيل : وودوا قبل كل شيء كفركم وارتدادكم . الثاني : { يَوْمُ ٱلْقِيَـٰمَةِ } ظرف لأي شيء ، قلنا لقوله : { لَن تَنفَعَكُمْ } أو يكون ظرفاً ليفصل وقرأ ابن كثير : { يُفَصّلُ } بضم الياء وفتح الصاد ، و { يفصل } على البناء للفاعل وهو الله ، و نفصل و نفصل بالنون . الثالث : قال تعالى : { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } ولم يقل : خبير ، مع أنه أبلغ في العلم بالشيء ، والجواب : أن الخبير أبلغ في العلم والبصير أظهر منه فيه ، لما أنه يجعل عملهم كالمحسوس بحس البصر ، والله أعلم .