Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 11-12)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يُبَصَّرُونَهُمْ } يقال : بصرت به أبصر ، قال تعالى : { بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ } [ طه : 96 ] ويقال : بصرت زيد بكذا فإذا حذفت الجار قلت : بصرني زيد كذا فإذا أثبت الفعل للمفعول به وقد حذفت الجار قلت : بصرني زيداً ، فهذا هو معنى يبصرونهم ، وإنما جمع فقيل : يبصرونهم لأن الحميم وإن كان مفرداً في اللفظ فالمراد به الكثرة والجميع والدليل عليه قوله تعالى : { فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِينَ } [ الشعراء : 100 ] ومعنى يبصرونهم يعرفونهم ، أي يعرف الحميم الحميم حتى يعرفه ، وهو مع ذلك لا يسأله عن شأنه لشغله بنفسه ، فإن قيل : ما موضع يبصرونهم ؟ قلنا : فيه وجهان الأول : أنه متعلق بما قبله كأنه لما قال : { وَلاَ يَسْـئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } [ المعارج : 10 ] قيل : لعله لا يبصره فقيل يبصرونهم ولكنهم لاشتغالهم بأنفسهم لا يتمكنون من تساؤلهم الثاني : أنه متعلق بما بعده ، والمعنى أن المجرمين يبصرون المؤمنين حال ما يود أحدهم أن يفدي نفسه لكل ما يملكه ، فإن الإنسان إذا كان في البلاد الشديد ثم رآه عدوه على تلك الحالة كان ذلك في نهاية الشدة عليه . الصفة الرابعة : قوله : { يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَـٰحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } وفيه مسألتان : المسألة الأولى : المجرم هو الكافر ، وقيل : يتناول كل مذنب . المسألة الثانية : قرىء { يَوْمَئِذٍ } بالجر والفتح على البناء لسبب الإضافة إلى غير متمكن ، وقرىء أيضاً : { مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ } بتنوين { عَذَابِ } ونصب { يَوْمَئِذٍ } وانتصابه بعذاب لأنه في معنى تعذيب .