Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 17-18)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فيه مسألتان : المسألة الأولى : اختلفوا في أن لظى كيف تدعو الكافر ، فذكروا وجوهاً أحدها : أنها تدعوهم بلسان الحال كما قيل : سل الأرض من أشق أنهارك ، وغرس أشجارك ؟ فإن لم تجبك جؤاراً ، أجابتك اعتباراً فههنا لما كان مرجع كل واحد من الكفار إلى زاوية من زوايا جهنم ، كأن تلك المواضع تدعوهم وتحضرهم وثانيها : أن الله تعالى يخلق الكلام في جرم النار حتى تقول صريحاً : إلي يا كافر ، إلي يا منافق ، ثم تلتقطهم التقاط الحب وثالثها : المراد أن زبانية النار يدعون فأضيف ذلك الدعاء إلى النار بحذف المضاف ورابعها : تدعو تهلك من قول العرب دعاك الله أي أهلكك ، وقوله : { مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ } يعني من أدبر عن الطاعة وتولى عن الإيمان { وَجُمِعَ } المال { فَأَوْعَى } أي جعله في وعاء وكنزه ، ولم يؤد الزكاة والحقوق الواجبة فيها فقوله : { أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ } إشارة إلى الإعراض عن معرفة الله وطاعته ، وقوله : { وَجَمَعَ فَأَوْعَى } إشارة إلى حب الدنيا ، فجمع إشارة إلى الحرص ، وأوعى إشارة إلى الأمل ، ولا شك أن مجامع آفات الدين ليست إلا هذه .