Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 14-14)

Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وفيه مسائل : المسألة الأولى : قال الزجاج : { يَوْمٍ } منصوب بقول : { إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً } [ المزمل : 12 ] أي ننكل بالكافرين ونعذبهم يوم ترجف الأرض . المسألة الثانية : الرجفة الزلزلة والزعزعة الشديدة ، والكثيب القطعة العظيمة من الرمل تجتمع محدودبة وجمعه الكثبان ، وفي كيفية الاشتقاق قولان : أحدهما : أنه من كثب الشيء إذا جمعه كأنه فعيل بمعنى مفعول والثاني : قال الليث : الكثيب نثر التراب أو الشيء يرمي به ، والفعل اللازم انكثب ينكثب انكثاباً ، وسمي الكثيب كثيباً ، لأن ترابه دقاق ، كأنه مكثوب منثور بعضه على بعض لرخاوته ، وقوله : { مَّهِيلاً } أي سائلاً قد أسيل ، يقال : تراب مهيل ومهيول أي مصبوب ومسيل الأكثر في اللغة مهيل ، وهو مثل قولك مكيل ومكيول ، ومدين ومديون ، وذلك أن الياء تحذف منه الضمة فتسكن ، والواو أيضاً ساكنة ، فتحذف الواو لالتقاء الساكنين ذكره الفراء والزجاج ، وإذا عرفت هذا فنقول : إنه تعالى يفرق تركيب أجزاء الجبال وينسفها نسفاً ويجعلها كالعهن المنفوش ، فعند ذلك تصير كالكثيب ، ثم إنه تعالى يحركها على ما قال : { وَيَوْمَ نُسَيّرُ ٱلْجِبَالَ } [ الكهف : 47 ] وقال : { وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } [ النمل : 88 ] وقال : { وَسُيّرَتِ ٱلْجِبَالُ } [ النبإ : 20 ] فعند ذلك تصير مهيلاً ، فإن قيل لم لم يقل : وكانت الجبال كثباناً مهيلة ؟ قلنا : لأنها بأسرها تجتمع فتصير كثيباً واحداً مهيلاً . واعلم أنه تعالى لما خوف المكذبين أولي النعمة بأهوال القيامة خوفهم بعد ذلك بأهوال الدنيا