Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 3-3)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فيه مسألتان : المسألة الأولى : ذكروا في تفسير التكبير وجوهاً أحدها : قال الكلبي : عظم ربك مما يقوله عبدة الأوثان وثانيها : قال مقاتل : هو أن يقول : الله أكبر ، روى أنه " " لما نزلت هذه الآية قام النبي صلى الله عليه وسلم وقال : الله أكبر كبيراً ، فكبرت خديجة وفرحت ، وعلمت أنه أوحى إليه " " وثالثها : المراد منه التكبير في الصلوات ، فإن قيل : هذه السورة نزلت في أول البعث وما كانت الصلاة واجبة في ذلك الوقت ؟ قلنا : لا يبعد أنه كانت له عليه السلام صلوات تطوعية ، فأمر أن يكبر ربه فيها ورابعها : يحتمل عندي أن يكون المراد أنه لما قيل له : { قُمْ فَأَنذِرْ } قيل بعد ذلك : { وَرَبَّكَ فَكَبّرْ } عن اللغو والعبث . واعلم أنه ما أمرك بهذا الإنذار إلا لحكمة بالغة ، ومهمات عظيمة ، لا يجوز لك الإخلال بها ، فقوله : { وَرَبُّكَ } كالتأكيد في تقرير قوله : { قُمْ فَأَنذِرْ } وخامسها : عندي فيه وجه آخر وهو أنه لما أمره بالإنذار ، فكأن سائلاً سأل وقال : بماذا ينذر ؟ فقال : أن يكبر ربه عن الشركاء والأضداد والأنداد ومشابهة الممكنات والمحدثات ، ونظير قوله في سورة النحل : { أَنْ أَنْذِرُواْ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلا أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } [ النحل : 2 ] وهذا تنبيه على أن الدعوة إلى معرفة الله ومعرفة تنزيهه مقدمة على سائر أنواع الدعوات . المسألة الثانية : الفاء في قوله : { فَكَبّرْ } ذكروا فيه وجوهاً أحدها : قال أبو الفتح الموصلي : يقال : زيداً فاضرب ، وعمراً فاشكر ، وتقديره زيداً اضرب وعمراً اشكر ، فعنده أن الفاء زائدة وثانيها : قال الزجاج : دخلت الفاء لإفادة معنى الجزائية ، والمعنى : قم فكبر ربك وكذلك ما بعده على هذا التأويل وثالثها : قال صاحب « الكشاف » : الفاء لإفادة معنى الشرط ، والتقدير : وأي شيء كان فلا تدع تكبيره .