Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 37-39)
Tafsir: ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وفيه مسائل : المسألة الأولى : في جواب قوله : { فَإِذَا جَاءتِ ٱلطَّامَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } [ النازعات : 34 ] وجهان الأول : قال الواحدي : إنه محذوف على تقدير إذا جاءت الطامة دخل أهل النار النار ، وأهل الجنة الجنة ، ودل على هذا المحذوف ، ما ذكر في بيان مأوى الفريقين ، ولهذا كان يقول مالك بن معول في تفسير الطامة الكبرى ، قال : إنها إذا سبق أهل الجنة إلى الجنة ، وأهل النار إلى النار والثاني : أن جوابه قوله : { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ } وكأنه جزاء مركب على شرطين نظيره إذا جاء الغد ، فمن جاءني سائلاً أعطيته ، كذا ههنا أي إذا جاءت الطامة الكبرى فمن جاء طاغياً فإن الجحيم مأواه . المسألة الثانية : منهم من قال : المراد بقوله : { طَغَىٰ * وَءَاثَرَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } النضر وأبوه الحارث فإن كان المراد أن هذه الآية نزلت عند صدور بعض المنكرات منه فجيد وإن كان المراد تخصيصها به ، فبعيد لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، لا سيما إذا عرف بضرورة العقل أن الموجب لذلك الحكم هو الوصف المذكور . المسألة الثالثة : قوله صغى ، إشارة إلى فساد حال القوة النظرية ، لأن كل من عرف الله عرف حقارة نفسه ، وعرف استيلاء قدرة الله عليه ، فلا يكون له طغيان وتكبر ، وقوله : { وَءَاثَرَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } إشارة إلى فساد حال القوة العملية ، وإنما ذكر ذلك لما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : " " حب الدنيا رأس كل خطيئة " " ومتى كان الإنسان والعياذ بالله موصوفاً بهذين الأمرين ، كان بالغاً في الفساد إلى أقصى الغايات ، وهو الكافر الذي يكون عقابه مخلداً ، وتخصيصه بهذه الحالة يدل على أن الفاسق الذي لا يكون كذلك ، لا تكون الجحيم مأوى له . المسألة الرابعة : تقدير الآية : فإن الجحيم هي المأوى له ، ثم حذفت الصلة لوضوح المعنى كقولك للرجل غض الطرف أي غض طرفك ، وعندي فيه وجه آخر ، وهو أن يكون التقدير : فأن الجحيم هي المأوى ، اللائق بمن كان موصوفاً بهذه الصفات والأخلاق . ثم ذكر تعالى حال السعداء فقال تعالى :