Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 23-24)
Tafsir: at-Tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي كيف ساغ لي في اتخاذ الأصنام آلهة لي ، إن أراد الله إهلاكي والإضرار بي ، لا تدفع عني شفاعتُهم شيئاً ، بمعنى أن لا شفاعة لهم ولا ينقذوني ، أي لا يمكن لهم أن يخلصوني من ذلك الهلاك والضرر والمكروه ، إني إن فعلت ذلك ، لفي عدول واضح عما فُطِرت عليه العقول . والوجه في وقوعه على نمط الاحتجاج ، أن العبادة لا يستحقها إلاّ المنعِم بأصول النعم ، والمعطي للعبد ما به القِوام ، وما به يدفع عنه الهلاك والآلام ، وليس هو إلاّ القيّوم الواحد الأحد ، والغرض من مخاطبة النفس ، مجرد تصوير الدليل وتحقيق المقدمات ، لا إظهار الندامة على ما سبق كما توهم ، أي كيف يجوز للعاقل أن يستحل عنده أن يتخذ آلهة من دون الله ، ويختار على عبادته عبادة أصنام لا يقدرون على دفع ضر وآفة عنه ، ولو أراد الرحمن بضرٍّ له ، لم يتمكنوا على شفاعته ، ولو شفعوا له ، لم تنفع شفاعتهم إياه ، ولا أيضاً يقدرون على انقاذه من شر الطبع والهوى بالشفاعة وغيرها ، كالملائكة والنبيين ، انه في هذا الإختيار ، لراكب متن الضلالة الظاهرة ، وساكن سفينة الإنحراف المبين ، عن جادة العقل الرزين ، ومنهج السبق اليقين ، ولا يبعد أن تكون هذه الآية ، على مساق الآية المتقدمة ، أي : أتتخذون من دون الله أصناماً آلهة أن أرادكم الرحمن بِضُرٍّ لا تغنِ عنكم شفاعتهم شيئاً ، فأنتم إذاً لفي غواية جليَّة وضلالة بيّنة . وفي الكشاف : " وقد ساق الكلام إلى أن قال : { إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ } [ يس : 25 ] .