Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 56-56)

Tafsir: at-Tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

" هم " إما مبتدأ خبره إما " في ظلال " ، أو " على الأرائك متكئون " ، وإما تأكيد للضمير في " شُغُل " ، وفي " فاكهون " ، على أن أزواجهم تشاركنهم في ذلك الشغل والتفكه . و " الأرائك " جمع " أريكة " وهو : السرير في الحجلة ، وقيل : " الأرائك " الوسائد ، وقال الأزهري : كل ما اتكئ عليه . وقرئ : في ظُلل . وقرأ ابن مسعود : متكين . أخبر سبحانه عن بعض أحوال السعداء وقال : هم وأزواجهم في ظلال ، أي : هم وحلائلهم في الدنيا ممن وافقهم على إيمانهم في أستار عن وهج الشمس وسمومها ، كما أنهم في حفظ عن برد الزمهرير وجموده ، فهم في حالة معتدلة لا حرّ فيها ولا برد ، لقوله : { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً } [ الإنسان : 13 ] . وقيل : أزواجهم اللاتي زوّجهم الله في الجنة من الحور العين ، في ظلال أشجار الجنة ، أو في ظلال تسترهم من نظر العيون إليهم ، على الأرائك - وهي السرر عليها الحجال . مكاشفة الضمير راجع إلى أرواح أهل الإيمان ، الذين استكملوا بالعلم والتقوى ، فصاروا تحت ظلال الملكوت ، مرتفعين عن عالم الناسوت ، و " أزواجهم " ، نفوسهم التي يسكنون إليها ، فإن نسبة النفس إلى الروح نسبة الزوجة إلى الزوج ، لانفعالها وتأثرها عن واردات الروح ، وانقيادها وتسليمها له ، إذا كانت صالحة مطواعة ، غير ناشزة وأَنِفَة عن طاعته ، ولا كيادة غدارة في صحبته . أي : هم ونفوسهم الموافقة لهم في التوجه إلى الحق ، المشايعة المطاوعة إياهم في طريق العبودية لله ، في ظلال من أنوار الصفات ، وهي الحجب النورية والوسائط العقلية المشار إليها في قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة ، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كلما انتهى إليه نظره " ، على الأرائك - المقامات والدرجات - متّكئون . ويحتمل أن يكون " هم " مبتدأ خبره " على الأرائك متكئون " ، ويكون " أزواجهم في ظلال " جملة حالية من مبتدء وخبر ، فإن النفس واقعة في ظل الروح ، بل الظرفية تجويزية من باب عموم المجاز ، لأن النفس هي بعينها ظل نور الروح ودخانية ناره ، كما أن البدن بصفوة أخلاطه وروحه النفساني في ظل النفس وكدر صافها .