Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 99, Ayat: 3-3)

Tafsir: at-Tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا القول منه ، يحتمل أن يكون بلسان الحال طبق لسان المقال ، بمعنى أنّ وجود الإنسان يكشف عمّا طرأ لها في الزلزال من الأحوال وشدايد الأهوال ، وذلك عند النفخة الثانية ، لمّا لفظت ما في بطنها ، وأخرجت أمواتها أحياء ، فيعلم أنّ الغرض الداعي لها في هذه الزلزلة ، خروج الأموات من بطنها أحياء ، كما يخرج الجنين من بطن الأمّ عند اضطرابها وانزجارها . وقد روى محمّد بن علي بن بابويه القمّي - رحمه الله - في كتاب " من لا يحضره الفقيه " - بسنده المتصّل إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إذا انقطع الرزق المقدّر للولد من سُرّة أمّه ، زجره المَلَك زجرة فانقلب فزعاً من الزجرة ، وصار رأسه قُبل المخرج ، فإذا وقع إلى الأرض وقع إلى هولٍ عظيم " - في حديث طويل - . فالمعنى - والله أعلم - ، أنّ حضور الخلائق يوم القيامة ، وحشر النفوس الإنسانيّة إلى الله بعد انقضاء تكوّنها التدريجي ، وانقطاع حياتها الدنيّوية المسبوقة بالتكوينيات الماديّة والاستحالات الأرضيّة والتطورات الاستكماليّة ، يكشف الغطاء عن لِميّة حركات الأرض وزلازلها ويفصح عنها ، لأنّ هذا اليوم يوم كشف الغطاء ، ويوم بروز الحقائق وظهور السرائر ، فعلى هذا تكون " ما " موصولة ، ويؤيّد هذا : قوله عزَّ من قائل : { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } .