Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 4-4)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } استينافٌ جوابٌ لسؤالٍ عن العلّة او عن حالة مع خلقه وعلى الثّانى ايضاً يستلزم التّعليل { وَعْدَ ٱللَّهِ } وعد الله وعداً { حَقّاً } مفعول مطلق تأكيد لنفسه ان جعل من قبيل له علىّ درهم حقّاً ، او تأكيد لغيره ان جعل من قبيل : ابنى انت حقّاً ، او حال من وعد الله ، والموعود امّا ارجاع الكلّ اليه او بدء الخلق واعادتهم للجزاء { إِنَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } بيان للموعود ولذا لم يأت باداة الوصل ، او تعليل لرجوع الكلّ اليه ان جعل الموعود ارجاع الكلّ اليه { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ } بالعدل الّذى هو لائق من جزاء كلّ اعمالهم بجزاء احسنها ، او ذكر القسط هنا تمهيدٌ لوعيد الكفّار للاشارة الى انّه لا ظلم معهم وهو لا ينافى المعاملة معهم بالفضل بعد مراعاة القسط ، والحقّ انّ حقيقة القسط هو الولاية المطلقة المتحقّق بها علىّ ( ع ) ، وانّ كلّ قسط يوجد فى العالم انّما هو من فروع تلك الولاية ، لكن لا يسمّى القسط قسطاً شرعاً الاّ اذا اتّصل الولاية التّكوينيّة بالولاية التّكليفيّة بالبيعة العامّة النّبويّة او بالبيعة الخاصّة الولويّة ، فالقسط شرعاً يستلزم الاسلام او الايمان والمنظور ههنا هو ذلك الّلازم كأنّه قال ليجزى الّذين آمنوا بالبيعة العامّة او بالبيعة الخاصّة وعملوا الصّالحات بالبيعة الخاصّة وما يشترط فيها ، او بامتثال شرائط البيعة الخاصّة بالاسلام او بالايمان ويؤيّد هذا المعنى موافقته لقرينته فى قوله تعالى : بما كانوا يكفرون ، ولم يعيّن الجزاء تفيخماً له بابهامه اشارة الى انّه جزاء لائق باعطاءه { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } عطف على الّذين آمنوا ، وعلى هذا فقوله { لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } جملة مستأنفة بيان للجزاء او عطف على انّه يبدؤ الخلق او على مقدّرٍ مستفاد من قوله ليجزى الّذين آمنوا ( الى الآخر ) كأنّه قال : فالّذين آمنوا ( الى آخر الآية ) والّذين كفروا ( الى آخر الآية ) وعلى هذا فتغيير الاسلوب للاشارة الى انّ جزاء الكفّار من الغايات بالعرض وانّه ينسب الى انفسهم لانّهم اولى بسيّئاتهم من الله .