Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 57-57)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيِاتِ رَبِّهِ } من الانبياء والاولياء ( ع ) وكتبهم السّماوية ومواعظهم الوافية وسائر الآيات الآفاقيّة والانفسيّة ، والمقصود ههنا الانبياء والاولياء ( ع ) فانّهم الآيات العظمى واسباب ظهور سائر الآيات من حيث انّها آيات { فَأَعْرَضَ عَنْهَا } لعدم الاقبال على الانبياء ( ع ) وعدم قبول مواعظهم والعناد معهم وعدم التّدبّر لسائر الآيات وعدم التّنبّه بها { وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } من المساوى فانّ التّوجّه الى الانبياء والاولياء ( ع ) سبب ظهور المساوى وهو سبب كلّ خير كما ورد : اذا اراد الله بعبدٍ خيراً بصّره عيوب نفسه واعماه عن عيوب غيره ، واذا اراد الله بعبدٍ شرّاً بصّره عيوب غيره وأعماه عن عيوب نفسه ، والاعراض عنهم سبب للغفلة عن سائر الآيات ونسيان المساوى عن نفسه وظهور مساوى غيره { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } استاراً ، تعليلٌ للاعراض عن الآيات وتسلية له ( ص ) لانّه كان يتحسّر على اعراضهم وعدم قبولهم ، او جوابٌ للسّؤال عن حالهم وعمّا ادّى اليه اعراضهم { أَن يَفْقَهُوهُ } كراهة ان يفقهوه او لان لا يفقهوه بحذف اللاّم ولا النّافية ، وتذكير الضّمير وافراده باعتبار القرآن الّذى هو مصداق الآيات ومظهرها ومُظهرها ، ويحتمل ان يكون قوله : انّا جعلنا ، جواباً عن السّؤال عن علّة عدم التّدبّر فى القرآن الّذى به يهتدى الى سائر الآيات ويتنبّه لها كأنّه قيل : لم لا يتدبّرون القرآن حتّى يتذكّروا بسائر الآيات ويُقبلوا عليها ؟ - فقال : انّا جعلنا على قلوبهم اكّنة ان يفقهوا القرآن ، ويحتمل ان يكون كلاماً منقطعاً عن سابقه من قبيل المخاطبات التى تكون بين الاحباب بحيث لا يطّلع عليها رقيب ويكون جواباً عن تحيّره فى عدم قبولهم قوله ( ص ) فى علىّ ( ع ) وولايته كأنّه قال : مالك تتحيّر فى عدم قبولهم قولك فى ولاية علىٍّ ( ع ) انّا جعلنا ، او مالك تتحسّر على اعراضهم عن علىٍّ ( ع ) انّا جعلنا ، ولمّا كان طريق النّجاح منحصراً فى التّحقيق والتّفقّه الّذى هو شأن القلب والتّقليد من صادقٍ والتّسليم الّذى يحصل بالسّماع والانقياد للمسموع كما اشار اليهما بقوله : { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ ق : 37 ] قال تعالى كراهة ان يفقهوه تحقيقاً { وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً } يمنعهم عن السّماع والتّقليد كراهة ان يسمعوه ويقبلوه تقليداً { وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ } كالنّتيجة للسّابق يعنىاذا كان على قلوبهم اكنّة وفى آذانهم وقر ، فان تدعهم الى الهدى { فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً } لانحصار طريق الهداية فى التّحقيق والتّقليد وهم ممنوعون من كليهما .