Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 69-69)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْنَا يٰنَارُ كُونِي بَرْداً } فانّ النّار وان كانت بالنّسبة الينا جماداً لا يصحّ خطابها وامرها لكنّها بالنّسبة اليه تعالى عاقلة شاعرة مأمورة { وَسَلَٰماً } فى الخبر انّ ابراهيم بعد ما قال الله كونى برداً اضطربت اسنانه حتّى قال وسلاماً { عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } لو لم يقل على ابراهيم لصارت برداً وسلاماً الى آخر الابد على كلّ احد ولذلك كانت تحرق غير ابراهيم وفى الخبر لمّا وضعوه فى المنجنيق التقى معه جبرئيل فى الهواء فقال : يا ابراهيم هل لك الىّ من حاجة ؟ - فقال ابراهيم : امّا اليك فلا ، وامّا الى ربّ العالمين فنعم ، وانحطّ جبرئيل وجلس معه يحدّثه فى النّار ونظر اليه نمرود فقال : من اتّخذ الهاً فليتّخذ مثل اله ابراهيم ، فقال عظيم من عظماء اصحاب نمرود انّى عزمت على النّار ان لا تحرقه فخرج عمود من النّار نحو الرّجل فأحرقه فآمن له لوط ، نقل انّه بعد ما اتى بابراهيم ( ع ) الى نمرود وعلم نمرود انّه ابن آزر فقال لآزر : خنتنى وكتمت هذا الولد عنّى ، فقال : هذا عمل امّه فدعا نمرود امّه فقال لها : ما حملك على ان كتمتنى امر هذا الغلام حتّى فعل بآلهتنا ما فعل ؟ - فقال : ايّها الملك نظراً منّى لرعيّتك قال : وكيف ذلك ؟ - قالت رأيتك تقتل اولاد رعيّتك فكان يذهب النّسل فقلت : ان كان هذا الّذى يطلبه دفعته اليه ليقتله ويكفّه عن قتل اولاد النّاس ، وان لم يكن يبق لنا ولدنا وقد ظفرت فشانك فكفّ عن اولاد النّاس وصوّب رأيها ، ووجه عدم احراق النّار لابراهيم ( ع ) ما اشرنا اليه فى اوّل سورة بنى اسرائيل وفى غيرها من غلبة الملكوت على الملك وبعد غلبة الملكوت على الملك يرتفع حكم الملك فلا يحرق النّار الملكيّة الجسم الملكوتىّ .