Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 20-20)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإنْ حَآجُّوكَ } فى حقّيّة الاسلام او فى انحصار الدّين فيه { فَقُلْ } الاسلام اخلاص الوجه لله و { أَسْلَمْتُ } اى اخلصت عن الشّرك والخديعة او سلّمت { وَجْهِيَ لِلَّهِ } بسبب الاسلام وهذا وصف لا ينكره احد فلا وجه لمحاجّتكم لى فى دين الاسلام والمراد بالوجه الذّات فانّ شيئيّة الشّيء بصورته لا بمادّته وصورة كلّ شيءٍ فعليّته الاخيرة ، وفعليّته الاخيرة ما به توجّهه كما انّ وجه البدن ما به توجّهه { وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ } عطف على الضّمير المرفوع ولم يؤكّد بالضّمير المنفصل للفصل بينه وبين المعطوف عليه او عطف على الله اى أخلصت وجهى لله ولمن اتّبعن ، او سلّمت وجهى الى الله والى من اتّبعن ، فانّ المسلم والمؤمن له وجهان وجه الى الله ووجه الى الخلق ، والاسلام كما يقتضى اخلاص الوجه لله وتسليمه اليه يقتضى اخلاص الوجه لخلق الله وتسليمه اليهم { وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ وَٱلأُمِّيِّينَ } الّذين لا كتاب لهم ولا نبىّ يعنى الّذين ما حصل لهم من الكمالات الانسانيّة شيء سوى الانتساب الى الام { أَأَسْلَمْتُمْ } يعنى بعد ما ذكرت لهم انّ الاسلام يقتضى اخلاص الوجه لله وهو وصف مطلوب لكلّ عاقل صار المقام مقام السّؤال عن اتّصافهم بالاسلام والمعنى اصرتم مسلمين او مخلصين وجوهكم لله { فَإِنْ أَسْلَمُواْ } صاروا مسلمين او مخلصين وهو تهييج لهم على الاسلام { فَقَدِ ٱهْتَدَواْ } لانّ الاسلام اهتداء ووصول الى طريق الايمان ، واخلاص الوجه لله اهتداء الى الكمالات الانسانيّة { وَّإِن تَوَلَّوْاْ } عن الاسلام او اخلاص الوجه فليس عليك وباله { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ } اى التبليغ وقد بلّغت وليس عليك قبولهم حتّى يكون وبال عدم قبولهم عليك ، والبلاغ اسم مصدر من الابلاغ او التّبليغ { وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } فيجازى كلاًّ بعمله ؛ وعد ووعيد .