Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 42-44)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَٱلْيَوْمَ لاَ يَمْلِكُ } الفاء للتّرتيب فى الاخبار او جزاء شرطٍ مقدّرٍ يعنى اذا كان اليوم انكر المعبودون عبادة العابدين وتحيّر كلّ فى امره واضطرب غاية الاضطراب فاليوم لا يملك { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً } لانّ الامر كلّه فى ذلك اليوم بيد الله بخلاف يوم الدّنيا فانّه قد يتوهّم انّ بعضاً يقدر على نفع بعضٍ او ضرّه والخطاب للملائكة وعابديهم او لمطلق المعبودين والعابدين ، او لمطلق الرّؤساء والمرؤسين ، او للجنّة وعابديهم { وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } من المعبودين والمطاعين بان لم يكن معبوديّتهم ومطاعيّتهم باذنٍ من الله والعابدين والمطيعين بان لم يكن عبادتهم وطاعتهم واشراكهم باذنٍ من الله { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } عطف باعتبار المعنى ولذلك التفت من الخطاب الى الغيبة يعنى كانوا اذا قيل لهم : اتّقوا النّار الّتى يوعدكم الله قالوا : ان هذا الاّ كذب ، واذا تتلى او صرف للخطاب عنهم الى محمّد ( ص ) وبيان لحال امّته وعطف ايضاً باعتبار المعنى ، والمعنى كانوا اذا تتلى عليهم آياتنا كذّبوها واذا تتلى على قومك { آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } فى الوعد والوعيد او فى الاحكام المعاديّة او المعاشيّة { قَالُواْ مَا هَـٰذَا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ } بهذا الّذى يظهره علينا { أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُكُمْ } ويجعلكم تابعين لنفسه فى مبتدعاته ، نسبوا عبادتهم للمعبودين الى عبادة آبائهم استظهاراً بحقّيّتها تسليماً لحقّيّة فعل آبائهم { وَقَالُواْ مَا هَـٰذَآ } الّذى يقول { إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرًى } على الله { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وضع الظّاهر موضع المضمر ذمّاً لهم وبياناً لعلّة الحكم { لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ إِنْ هَـٰذَآ } الّذى يقوله فيما ابتدعه { إِلاَّ سِحْرٌ } اى علوم دقيقة ، او ان هذا الّذى يظهره علينا من المعجزات الاّ سحر حاصل من تمزيج القوى الطّبيعيّة مع القوى الرّوحانيّة ، او ان هذا الّذى يقول فى حقّ ابن عمّه الاّ صرف لما قاله الله تعالى عن وجهه { مُّبِينٌ وَمَآ آتَيْنَاهُمْ مِّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا } يقرأونها حتّى ينسبوا صحّة مذهبهم وانكار مذهبك الى تلك الكتب { وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍْ } حتّى ينسبوا ذلك الى قول النّذير فلا يقولون الاّ عن عصبيّة بطريقهم ، وعن تقليد آبائهم من غير تحقيقٍ لمذهبهم ولما قالوا فى مذهبك ، ومن غير تحقيق لتقليدهم .