Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 45-45)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ وَمَا بَلَغُواْ مِعْشَارَ مَآ آتَيْنَاهُمْ } يعنى انّ هؤلاء كذّبوك وليس تكذيبهم امراً غريباً فانّ الّذين قبلهم كذّبوا رسلهم لكن بينهم وبين من قبلهم فرق عظيم ، فانّ من قبلهم اوتوا من الاموال والقوّة والاولاد وطول الاعمال ما به افتتنوا واغترّوا وانكروا ، وهؤلاء ما بلغوا معشار ما آتيناهم من ذلك ، او المعنى وما بلغ السّابقون معشار ما آتينا هؤلاء من المعجزات والدّلائل على صدق الرّسل ( ع ) ، او المعنى وما بلغ الرّسل ( ع ) السّابقون معشار ما آتينا محمّداً ( ص ) وآل محمّدٍ ( ع ) من الفضل ، عن هشام بن عمّارٍ رفعه قال ، قال المعصوم : كذّب الّذين من قبلهم رسلهم ( ع ) وما بلغ ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمّداً ( ص ) وآل محمّد ( ع ) فيكون الآية تسلية للرّسول ( ص ) بخلاف الوجهين السّابقين فانّهما يفيدان التّسلية ضمناً ، ويكون لتّفضيح قومه يعنى انّ الرّسل الماضين قد كُذِّبوا والحال انّك اولى بالتّكذيب منهم لانّ ما آتيناك اولى بالحسد ممّا آتيناهم ، وليس التّكذيب لامثالك الاّ من جهة الحسد عليهم ، او المعنى ما بلغ الرّسل ( ع ) معشار ما آتينا محمّداً ( ص ) من دلائل الصّدق فيكون مثل الوجهين السّابقين فى الدّلالة على تفضيح القوم { فَكَذَّبُواْ رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } يعنى انّك او انّكم يا امّة محمّد ( ص ) ان لم تشاهدوا نكيرى وانكارى عليهم فقد سمعتم اخبارهم وشاهدتم آثار مؤاخذتى لهم فليحذر قومك عن تكذيبك ومؤاخذتى .