Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 46-46)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ } بكلمةٍ واحدةٍ او خصلة واحدةٍ { أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ } عن اعوجاجكم او عن قعودكم عنه { مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ } وهذه بدل من واحدة وقد ورد فى اخبارٍ كثيرةٍ انّ المراد بالواحدة ولاية علىٍّ ( ع ) وحينئذٍ يكون ان تقوموا بتقدير الّلام او بدلاً منها بدل الاشتمال او بدل الكلّ من الكلّ فانّ الولاية بوجهٍ هى القيام لله وبوجهٍ مستلزمة للقيام لله ، روى عن يعقوب بن يزيد انّه قال : سألت ابا عبدالله ( ع ) عن قول الله عزّ وجلّ : قل انّما اعظكم بواحدة ؟ - قال : بالولاية ، قلت : وكيف ذاك ؟ - قال : انّه لما نصب النّبىّ ( ص ) امير المؤمنين ( ع ) للنّاس ، فقال : من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اعتبس رجل وقال : انّ محمّداً ( ص ) ليدعو كلّ يوم الى امرٍ جديدٍ وقد بدأ باهل بيته يملّكهم رقابنا ، فأنزل الله عزّ وجلّ على نبيّه قرآناً فقال له : قل انّما اعظكم بواحدةٍ ، فقد ادّيت اليكم ما افترض ربّكم عليكم ، قلت : فما معنى قوله عزّ وجلّ ان تقوموا لله مثنى وفرادى ؟ - فقال : امّا مثنى يعنى طاعة رسول الله ( ص ) وطاعة أمير المؤمنين ( ع ) ، وامّا قوله فرادى يعنى طاعة الامام من ذرّيّتهما من بعدهما ، ولا والله يا يعقوب ما عنى غير ذلك ، وعلى هذه الرّواية يكون مثنى وفرادى حالين من الله والمعنى قل انّما اعظكم بواحدة يعنى بولاية علىّ ( ع ) ان تقوموا لطاعة الله فى مظاهره حال كون الله مثنى باعتبار مظاهره كزمان الرّسول ( ص ) فانّ الرّسول ( ص ) وامير المؤمنين ( ع ) كانا مظهرين فى ذلك الزّمان لله وطاعة كلٍّ كان طاعة الآخر وطاعة الله ، وفرادى كزمان سائر الائمّة ( ع ) فان كلاًّ كان فى زمانه مظهراً لطاعة الله وكان فرداً فانّ الامام الآخر كان صامتاً غير داعٍ ، او يكونان حالين من فاعل تقوموا يعنى ان تقوموا لله حال كون كلّ منكم ذا وجهين ، وجه قبول الرّسالة ووجه قبول الولاية كما فى زمان الرّسول ( ص ) ، او ذا وجهٍ واحدٍ هو وجه قبول الولاية ، فانّ احكام الرّسالة مقدّمة لقبول الولاية كما ورد : انّ الله رخّص فيها ولم يرخّص فى الولاية ، وعلى التّفاسير السّابقة يكونان حالين عن فاعل تقوموا ، والاختصاص بهاتين الحالين لانّ الازدحام يفرّق الخاطر ولا يبقى له حالة الفكر ، ويدلّ على تفسير الواحدة بالولاية قوله تعالى : قل ما سألتكم من اجرٍ فهو لكم فانّه ما سأل على رسالته اجراً الاّ المودّة فى القربى يعنى اتّباع اوصيائه وقبول ولايتهم ، يعنى ما سألتكم من الاجر على التّبليغ من المودّة فى القربى فانّه نافعٌ لكم لانّكم ان اتبعتموهم نجوتم من عذاب الآخرة وبوركتم فى دنياكم وانعم عليكم فى عقباكم كما قال : { لَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ آمَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } [ الأعراف : 96 ] بحسب الآخرة والارض بحسب الدّنيا وليس الايمان الاّ قبول الولاية كما تكرّر فى مطاوى ما سلف { ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ } يعنى بعد القيام لله وخلوص الوهم والمتفكّرة من حكومة الشّيطان وتصرّفه ينبغى ان تتفكّروا { مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ } جملة معلّق عنها تتفكّروا يعنى ان تتفكّروا فى انّه ما بصاحبكم من جنّةٍ وتعلموا انّه فى كمال العقل والتّدبير { إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } عذاب البرازخ او القيامة او الجحيم .