Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 9-9)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱللَّيْلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ } كمن ليس كذلك ؟ ! حذف الخبر لدلالة الحال ودلالة قوله { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ } ( الآية ) عليه ، او المعنى امّن كفر خيرٌ امّن هو قانت ، فحذف المعادل الاوّل لدلالة القرينتين عليه ، وقرئ { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } بتخفيف الميم ، وعليه يكون الخبر محذوفاً اى { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } كمن ليس كذلك ؟ ! او الخبر والمعادل جميعاً والتّقدير { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } خيرٌ ام من كفر ، وقد فسّر القانت بعلىٍّ ( ع ) ومن ليس كذلك ليس الاّ اعداءه ، والتّخصيص فى الذّكر بعلىٍّ ( ع ) لكونه اصلاً فى الخصال الحميدة والاعمال الرّضيّة لا ينافى تعميمها كما تكرّر سابقاً { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ } الّذين يقومون آناء اللّيل ساجداً وقائماً فانّ العلم يلزمه ذلك لتلازم العلم والعمل كما سبق فى فصول اوّل الكتاب { وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } فيكفرون بالله ، او بنعمه ، او بالرّسول ( ص ) ، او بعلىٍّ ( ع ) { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ } عدم التّسوية بينهما { أُوْلُو ٱلأَلْبَابِ } لا غيرهم كأنّه قال : لكن لا فائدة فى تذكرتك ذلك لخلوّهم من اللّبّ ومن كان خالياً عن اللّبّ لا يتذكّر ولو ذكر له كلّ آيةٍ واتى له بكلّ آيةٍ ، وقد تكرّر انّ الانسان بدون تأبير الولاية وبدون الاتّصال بولىّ الامر كالجوز الخالى من اللّبّ الّلائق للنّار ، وبعد الاتّصال والدّخول فى امر - الائمّة ( ع ) ودخول الايمان فى القلب الّذى هو بمنزلة لبّ القلب يصير ذا لبٍّ ولذلك فسّروا عليهم السّلام اولى الالباب فى الآيات بشيعتهم بطريق الحصر ، عن الباقر ( ع ) : انّما نحن الّذين يعلمون ، وعدوّنا الّذين لا يعلمون ، وشيعتنا اولوا الالباب ، وعن الصّادق ( ع ) : لقد ذكرنا الله وشيعتنا وعدوّنا فى آيةٍ واحدةٍ من كتابه فقال : هل يستوى ( الآية ) ، وبتلك المضامين اخبارٌ كثيرةٌ .