Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 45-45)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } قد ورد فى الاخبار انّهم قطعوه ارباً ارباً ولكن وقاه الله ان يفتنوه فى دينه ، وعن الصّادق ( ع ) فى حديثٍ : كان حزقيل يدعوهم الى توحيد الله ونبوّة موسى ( ع ) وتفضيل محمّدٍ ( ص ) على جميع رسل الله وخلقه وتفضيل علىّ بن ابى طالبٍ ( ع ) والخيار من الائمّة على سائر اوصياء النّبيّين والى البراءة من ربوبيّة فرعون ، فوشى به الواشون الى فرعون وقالوا : انّ حزقيل يدعوهم الى مخالفتك ويعين اعداءك الى مضادّتك فقال لهم فرعون : ابن عمّى وخليفتى على ملكى وولىّ عهدى ان فعل ما قلتم فقد استحقّ العذاب على كفره بنعمتى ، وان كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم اشدّ العذاب ، لايثاركم الدّخول فى مساءته فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه ، وقالوا : ءانت تجحد ربوبيّة فرعون الملك وتكفر بنعمائه ؟ - فقال حزقيل : ايّها الملك هل جرّبت علىّ كذباً قطّ ؟ - قال : لان قال فسلهم من ربّهم ؟ - قالوا : فرعون هذا ، قال : ومن خالقكم ؟ - قالو : فرعون هذا ، قال : ومن رازقكم الكافل لمعايشكم والدّافع عنكم مكارهكم ؟ - قالوا : فرعون هذا ، قال حزقيل : ايّها الملك فأشهدك وكلّ من حضرك انّ ربّهم هو ربّى ، وخالقهم هو خالقى ، ورازقهم هو رازقى ، ومصلح معايشهم هو مصلح معايشى ، لا ربّ لى ولا خالق ولا رازق غير ربّهم وخالقهم ورازقهم ، واشهدك ومن حضرك انّ كلّ ربٍّ ورازقٍ وخالقٍ سوى ربّهم وخالقهم ورازقهم فانا بريءٌ منه ومن ربوبيّته وكافرٌ بالهيّته ، يقول حزقيل : هذا وهو يعنى انّ ربّهم وهو الله ربّى ، ولم يقل : انّ الّذى قالوا : انّه ربّهم هو ربّى ، وخفى هذا المعنى على فرعون ومن حضره وتوهّم انّه يقول : فرعون ربّى وخالقى ورازقى ، فقال لهم فرعون : يا رجال السّوء ويا طلاّب الفساد فى ملكى ومريدى الفتنة بينى وبين ابن عمّى وهو عضدى انتم المستحقّون لعذابى لارادتكم فساد امرى واهلاك ابن عمّى والفتّ فى عضدى ، ثمّ أمر باوتادٍ فجعل فى ساق كلّ واحدٍ منهم وتداً وفى صدره وتداً ، وامر اصحاب أمشاط الحديد فشقّوا بها لحومهم من ابدانهم فذلك ما قال الله تعالى : { فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ } به لمّا وشوا به الى فرعون ليهلكوه ، { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } وهم الّذين وشوا بحزقيل اليه لما اوتد فيهم الاوتاد ومشط عن ابدانهم لحومها بالامشاط .