Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 24-24)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالُواْ مَا هِيَ } اى ما الحياة { إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا } اى يموت بعضنا ويحيى بعض آخر ، او المعنى على التّقديم والتّأخير اى نحي ونموت { وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } الدّهريّون والطّبيعيّون يقولون : انّ مرور الزّمان يفنينا ويفنى كلّ كائن بتفاوت الانواع والاشخاص ان لم يقطعه عن بقائه الطّبيعىّ قاطع { وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } يعنى انّ قولهم هذا باطلٌ اصلاً وهم ملومون عليه لبطلانه ، وهم ملومون ايضاً على التّفوّه بما ليس لهم به علمٌ { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } والقول بالظّنّ والشّكّ قبيح وصاحبه ملوم ، فالويل ثمّ الويل لمن قال بالظّنّ والقياس من غير اذنٍ واجازةٍ من اللهّ ! . ثمّ قال : هذا من عند الله وهو حكم الله فى حقّى وحقّ مقلّدى ! وقد سبق منّا مكرّراً انّ الاذن والاجازة الصّحيحة يجعل الظّنّ قائماً مقام العلم بل يجعله اشرف من العلم كما شوهد من اجازات القلندريّة وتأثير المنطريّات مغلوطة بعد الاجازة ، وعدم تأثيرها صحيحةً بدون الاجازة ، قيل : انّ هذا ظنّ شكٍّ ونزلت هذه الآية فى الدّهريّة وجرت فى الّذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله ( ص ) بأمير المؤمنين ( ع ) واهل بيته وانّما كان ايمانهم اقراراً بلا تصديقٍ خوفاً من السّيف ورغبةً فى المال ، وعن النّبىّ ( ص ) انّه قال : " لا تسبّوا الدّهر فانّ الله هو الدّهر " ، يعنى انّ الله هو الدّهر الّذى ينسبون الحوادث اليه ويسبّونه لاحداث الحوادث الغير الملائمة .