Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 6-6)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } عامّاً او خاصّاً { إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ } اى اذا قمتم من النّوم كما فى الخبر ، واذا اردتم القيام { فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ وَٱمْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَينِ } وبعد ما مضى فى سورة النّساء لا يتعسّر عليك تعميم الصّلوة ولا تعميم الغسل ولا تعميم سائر اجزاء الآية ، والوجه ما يواجه به وهو من قصاص الشّعر الى الّذقن وما دارت منه الابهام والوسطى عليه وما زاد فليس بوجهٍ ، وعدم وجوب تخليل الشّعر يمكن استنباطه من عنوان الوجه فانّ ما به التّوجّه هو ظاهر الشّعر لا البشرة المستورة تحته ، واليد اسم للعضو المخصوص تطلق على ما دون المنكب وعلى ما دون المرفق وعلى ما دون الزّند فاحتاجت الى التّحديد والبيان ، فحدّده بقوله الى المرافق فلفظ الى لانتهاء المغسول لا الغسل فالتّمسّك بها مع احتمال كونها لانتهاء المغسول فى الاستدلال على انتهاء الغسل كما فعلوا خارج عن طريق الاستدلال ، والباء للتّبعيض كما وصل الينا من اهل الكتاب واثبت التّبعيض لها كثير منهم وارجلكم بالجرّ عطف على رؤوسكم وبالنّصب على محلّ رؤسكم ، وعطفه على وجوهكم مع جواز العطف على رؤسكم فى غاية البعد ، غاية الامر انّها فى هذا العطف محتملة مجملة كسائر اجزاء الآية محتاجة الى البيان ولم يكن رأينا مبيّناً للقرآن لاستلزامه التّرجيح بلا مرجّح ، بل المبيّن من نصّ الله ورسوله عليه لا من نصبوه لبيانه فانّ نصب شخص انسانىّ لبيان القرآن وخلافة الرّحمن ليس باقلّ من نصب الاصنام لعبادة الانام ، او العجل المصنوع للعوام ، وتفصيل الوضوء وكيفيّته قد وصل الينا مفصّلاً مبيّناً عن ائمتّنا المنصوصين من الله ورسوله وقد فصّله الفقهاء رضوان الله عليهم فلا حاجة الى التّفصيل ههنا { وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَٱطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىۤ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّنَ ٱلْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ } اى من الصّعيد وقد مضى شرح الآية مفصّلاً فى سورة النّساء فلا حاجة الى التّكرار { مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم } فى الدّين { مِّنْ حَرَجٍ } مفعول يريد محذوف اى ما يريد الامر بالغسل او التّيمم ليجعل عليكم حرجاً او لام ليجعل للتّقوية وما بعده مفعول هو استيناف لبيان وجه تشريع التّيمم { وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ } بغسل الاعضاء الباطنة بالتّوبة عند اهله وبغسل الاعضاء الظّاهرة بالماء ، فان لم يتيسّر لكم فباظهار الّذلّ والمسكنة والعجز واعلاء تراب الّذلّ على مقاديم نفوسكم وابدانكم وليعدّكم لقبول التّوبة والبيعة الولويّة الّتى هى تمام نعمة الاسلام كما مضى { وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ } الّتى هى الاسلام { عَلَيْكُمْ } بمتمّمه الّّذى هو الولاية والبيعة مع علىّ ( ع ) { لَعَلَّكُمْ } بعد تمام النّعمة عليكم { تَشْكُرُونَ } المنعم بصرف النّعمة الّتى هى احكام الاسلام القالبيّة واحكام الايمان القلبيّة فى وجهها من صدورها من حضرة العقل ورجوعها اليها ، فانّ شكر النّعمة وصرفها فى وجهها لا يحصل الاّ بدخول الايمان فى القلب وفتح بابه الى الملكوت .