Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 10-10)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّمَا ٱلنَّجْوَىٰ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ } اى مطلق التّناجى بان حكم على الجنس بحكم اكثر الافراد واللاّم للتّعريف يعنى النّجوى المذكورة وهى النّجوى بالاثم والعدوان ومعصية الرّسول ( ص ) ، او هى نجوى فاطمة سلام الله عليها ورؤياها كما سنذكر فى نزول الآية ان شاء الله { لِيَحْزُنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيْسَ } اى الشّيطان او التّناجى { بِضَآرِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } ولا يحزنوا بنجوى المنافقين ، او بنجوى اليهود ، او بالاحلام والرّؤيا الّتى يرونها ويحزنون بها ، وقد مضى فى سورة البقرة عند قوله تعالى { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } [ البقرة : 253 ] ما يبيّن به عدم اضرار الشّيطان الاّ باذن الله ، وفسّر النّجوى ههنا بالرّؤيا الكريهة روى عن النّبىّ ( ص ) انّه قال : " اذا كنتم ثلاثةً فلا يتناج اثنان دون صاحبهما فانّ ذلك يحزنه " ، وعن الصّادق ( ع ) انّه كان سبب نزول هذه الآية انّ فاطمة ( ع ) رأت فى منامها انّ رسول الله ( ص ) همّ ان يخرج هو وفاطمة ( ع ) وعلىّ ( ع ) والحسن ( ع ) والحسين ( ع ) من المدينة فخرجوا حتّى جازوا من حيطان المدينة فعرض لهم طريقان ، فأخذ رسول الله ( ص ) ذات اليمين حتّى انتهى الى موضعٍ فيه نخلٌ وماءٌ ، فاشترى رسول الله ( ص ) شاة درّاء وهى الّتى فى احدى اذنيها نقط بيض فامر بذبحها ، فلمّا اكلوا ماتوا فى مكانهم ، فانتبهت فاطمة ( ع ) باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله ( ص ) بذلك فلمّا اصبحت جاء رسول الله ( ص ) بحمار فاركب عليه فاطمة ( ع ) وامر ان يخرج امير المؤمنين ( ع ) والحسن ( ع ) والحسين ( ع ) من المدينة كما رأت فاطمة ( ع ) فى نومها ، فلمّا خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان فأخذ رسول الله ( ص ) ذات اليمين كما رأت فاطمة ( ع ) حتّى انتهوا الى موضعٍ فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله ( ص ) شاةً درّاء كما رأت فاطمة ( ع ) فأمر بذبحها فذبحت وشويت ، فلمّا ارادوا اكلها قامت فاطمة ( ع ) وتنحّت ناحيةً منهم تبكى مخافة ان يموتوا ، فطلبها رسول الله ( ص ) حتّى وقع عليها وهى تبكى فقال : ما شأنك يا بنيّة ؟ - قالت : يا رسول الله ( ص ) رأيت البارحة كذا وكذا فى نومى وقد فعلت انت كما رأيته فتنحّيت عنكم لئلاّ اراكم تموتون فقام رسول الله ( ص ) فصلّى ركعتين ثمّ ناجى ربّه فنزل عليه جبرئيل فقال : يا محمّد ( ص ) هذا شيطانٌ يقال له الزّها وهو الّذى ارى فاطمة ( ع ) هذه الرّؤيا ويؤذى المؤمنين فى نومهم ما يغتمّون به ، فأمر جبرئيل فجاء به الى رسول الله ( ص ) فقال له : انت الّذى اريت فاطمة ( ع ) هذه الرّؤيا ؟ - فقال : نعم يا محمّد ( ص ) ، فبزق عليه ثلاث بزقاتٍ قبيحة فى ثلاث مواضع ثمّ قال جبرئيل لمحمّدٍ ( ص ) يا محمّد اذا رأيت شيئاً فى منامك تكرهه او رأى احد من المؤمنين فليقل : اعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقرّبون وانبياء الله المرسلون وعباده الصّالحون من شرّ ما رأيت من رؤياى ، ويقرء الحمد والمعوّذتين وقل هو الله احد ويتفل عن يساره ثلاث تفلاتٍ فانّه لا يضرّه ما رأى ، فأنزل الله عزّ وجلّ على رسوله ( ص ) : { إِنَّمَا ٱلنَّجْوَىٰ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ } ( الآية ) ، وعنه ( ص ) : " اذا أرى الرّجل منكم ما يكره فى منامه فليتحوّل عن شقّه الّذى كان عليه نائماً وليقل : انّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا وليس بضارّهم شيئاً الاّ باذن الله ثمّ ليقل : عذت بما عاذت به ملائكة الله المقرّبون وانبياؤه المرسلون وعباده الصّالحون من شرّ ما رأيت ومن شرّ الشّيطان الرّجيم " ، والمقصود من جميع تلك الآيات منافقوا الامّة وان كان النّزول فى غيرهم .