Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 111-111)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ } ردّ لاقتراحاتهم وردع للرّسول ( ص ) وللمؤمنين عن ارادة الاتيان بشيءٍ منها فانّهم كما نقل قالوا يا محمّد ( ص ) كان للانبياء الماضين آيات ، فقال : اىّ شيءٍ تحبّون منها ان آتيكم به ؟ - فقالوا : اجعل لنا الصّفا ذهباً ، وابعث لنا بعض موتانا نسألهم عنك ، وأرنا الملائكة يشهدون لك ، او ائتنا بالله والملائكة قبيلاً ، وسأل المسلمون الرّسول ( ص ) ان يأتى لهم ، فأراد الرّسول ( ص ) ان يجيبهم فنزل جبرئيل ( ع ) وقال : ان سألت اجبت ولكن ان لم يؤمنوا عذّبتهم وان شئت تركتهم حتّى يتوب تائبهم ، فقال رسول الله ( ص ) " بل يتوب تائبهم " ، فأنزل الله تعالى ولو انّنا نزّلنا عليهم الملائكة { وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ } فى رسالتك { وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً } جمع القبيل بمعنى الكفيل او جمع قبيل هو جمع القبيلة بمعنى الجماعة من النّاس او هو مصدر بمعنى المعاينة والمقابلة والمعنى انّا لو جمعنا عليهم كلّ آية معاينة ومقابلة لهم ، او لو جمعنا كلّ شيءٍ من الله والملائكة وغيرهم كفلاء بما بشّروا وانذروا او جماعات وحمل الجمع على كلّ شيءٍ باعتبار عمومه { مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } ردّ لسببيّة الاسباب الظّاهرة للايمان واثبات بسببيّة المشيّة له وردع للمشركين والمؤمنين من نظرهم الى الواسطة وغفلتهم عن سببيّة المشيّة واقتراحهم وتمنّيهم للآية ، بانّ الوسائط ليست اسباباً ، بل هى مظاهر لمشيّته والسّبب لكلّ مسبّب هو المشيّة ، فلو شاء الله لاتى كلّ نفس هديها من غير واسطةٍ ولو لم يشأ لم تهتد وان كان لها كلّ واسطة { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } اكثر المؤمنين او المشركين او الجميع { يَجْهَلُونَ } انّ المشيّة هى السّبب للايمان لا الآية المقترحة والمتمنّاة ، ولذا يقترحون ويتمنّون او الفعل منسىّ المفعول والمعنى اكثرهم جهلاء .