Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 65, Ayat: 1-1)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } نداءٌ وخطابٌ له تشريفاً له ولكنّ المقصود بالحكم امّته ولذلك اشرك الامّة فى الخطاب معه حين الحكم { إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ } فى عدّتهن ، والعدّة ههنا هى الطّهر كما عن الباقر ( ع ) : العدّة الطّهر من المحيض { وَأَحْصُواْ ٱلْعِدَّةَ } اى مدّة التّربّص وهى ثلاثة قروءٍ فى ذوات القرء ، وثلاثة اشهرٍ فى ذوات الاشهر ، ووضع الحمل فى الحامل { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ رَبَّكُمْ } فى التّضييق عليهنّ حتّى يضطررن الى الفداء للطّلاق ، او فى تطويل المدّة والعدّة ، او فى حبسهنّ بعد العدّة ، او فى عدم طلاقهنّ وابقائهنّ بلا قسامةٍ { لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ } بعد الطّلاق حتّى تنقضى عدّتهنّ { وَلاَ يَخْرُجْنَ } بانفسهنّ لعلّ الله يجعل بينهنّ وبين ازواجهنّ تعاطفاً والفةً ، وعن الكاظم ( ع ) انّما عنى بذلك الّتى تطلّق تطليقةً بعد تطليقةٍ فتلك الّتى لا تخرج ولا تخرج حتّى تطلّق الثّالثة ، فاذا طلّقت الثّالثة فقد بانت منه ولا نفقة لها ، والمرأة الّتى يطلّقها الرّجل تطليقةً ثمّ يدعها حتّى يخلو اجلها فهذه ايضاً تقعد فى منزل زوجها ولها النّفقة والسّكنى حتّى تنقضى عدّتها { إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ } المراد بالفاحشة ههنا الزّنا او اذاها لاهل الرّجل وسوء خلقها ، او اشرافها على الرّجال ، او سلاطتها على زوجها ، او مساحقتها وقد اشير الى كلّ فى الاخبار { وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } حدود حماه واحكامه المقرّرة لعباده { وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى } يا محمّد ( ص ) ، او يا من يتأتّى منه الخطاب ، او الفاعل راجع الى النّفس فى نفسه ، او الى المطلّقة المستفادة بالتّضمّن { لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ } الطّلاق او بعد ذلك البقاء فى بيوت ازواجهنّ { أَمْراً } وهو رغبة الزّوج فى المطلّقة ورجةعه اليها ، وهذا هو علّة التّربّص وعدم الخروج من بيوتهن .