Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 65, Ayat: 2-2)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } اى قاربن من آخر مدّتهنّ { فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } اى راجعوهنّ وأمسكوهنّ فى بيوتكم مع ان تحسنوا صحبتهنّ وقسامتهنّ { أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } بنحو يعدّه العقل والعرف حسناً بان تدعوهنّ يخرجن من بيوتكم ويتزوّجن بغيركم { وَأَشْهِدُواْ ذَوَي عَدْلٍ مِّنكُمْ } على الطّلاق او على الطّلاق وعلى الامساك يعنى الرّجوع اليهنّ { وَأَقِيمُواْ } ايّها الشّهود { ٱلشَّهَادَةَ لِلَّهِ } لابتغاء مرضاة الله لا لرضا المشهود له ، او للاعراض والاغراض الدّنيويّة { ذَلِكُمْ } الامر بالطّلاق فى الطّهر واحصاء العدّة وعدم اخراج المطلّقات والامساك بالمعروف او المفارقة بالمعروف { يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } فانّه الملتفت لحكمه ومصالحه والطّالب لان يأتمر بأوامر الله { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ } فى خلاف اوامره ونواهيه والتّجاوز عن حدوده { يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } من شبهات الدّنيا ومن غمرات الموت وشدائد يوم القيامة ومن كلّ فتنة ومن كلّ بليّة فى الدّنيا او الآخرة وقد اشير الى كلّ فى الاخبار ، ولعلّ اطلاق المخرج كان لتعميمه لكلّ ما يمكن ان يصدق عليه ، وعن الصّادق ( ع ) عن آبائه عن علىٍّ ( ع ) : من آتاه الله برزق لم يخط اليه برجله ، ولم يمدّ اليه يده ، ولم يتكلّم فيه بلسانه ، ولم يشدّ اليه ثيابه ، ولم يتعرّض له كان ممّن ذكره الله عزّ وجلّ فى كتابه : { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ } ( الآية ) ، وعنه ( ع ) انّ قوماً من اصحاب رسول الله ( ص ) لمّا نزلت هذه الآية اغلقوا الباب واقبلوا على العبادة وقالوا : قد كفينا فبلغ ذلك النّبىّ ( ص ) فأرسل اليهم فقال : " ما حملكم على ما صنعتم ؟ - فقالوا : يا رسول الله ( ص ) تكفّل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة ، فقال : انّه من فعل ذلك لم يستجب له ، عليكم بالطّلب " .