Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 29-29)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ } فانّ القسط هو توسّط النّفس فى الافعال والاقوال والاحوال والاخلاق والعقائد بين تفريط النّفس عن الاغراض العقليّة وافراطها فيها بحيث يؤدّى الى ما نهى عنه كالاغراض الدّنيويّة { وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } وهذا يؤيد ما ذكر فى الخبر فى تفسير الفحشاء ، واقامة الوجه صرفه عن الانحراف الى ما ينبغى ان يتوجّه اليه من قبلته ، وقبلة وجه البدن اشرف بقاع الارض ، وقبلة وجه النّفس القلب ، وقبلة وجه القلب الرّوح ، وقبلة الرّوح هى الولاية المطلقة ، وقبلة الكلّ هى خليفة الله ، والمسجد ايضاً يعمّ المساجد الطّينيّة والمساجد الرّوحانيّة من القلب والرّوح والولاية المطلقة والايّام المتبرّكة والسّاعات الشّريفة من كلّ يومٍ ، والمساجد الحقيقيّة البشريّة الّذين هم خلفاء الله فى ارضه وبيوته لخلقه واصل الكلّ هو خليفة الله الاعظم اعنى عليّاً ( ع ) وجمع الوجوه بجمع الكثرة مضافاً مفيداً للاستغراق والاتيان بكلمة كلّ فى جانب المسجد للاشارة الى تعميم الوجه والمسجد وقد فسّر المسجد ههنا فى الخبر بالائمّة ( ع ) { وَٱدْعُوهُ } اى ادعوا ربّى او ادعوا المسجد وهو عطف على اقيموا كما انّ اقيموا عطف على امر ربّى ليكون مقولاً لقل ، او عطف على امر بتقدير قال ليكون مقولاً لقول الله تعالى والمعنى ، ادعوا ربّى او المسجد بتصفية بيوت قلوبكم عمّا يمنعه من دخولها واستيلائه عليها ثمّ باستدعاء دخوله بالسنة قالكم وحالكم واستعدادكم ، فانّ قلب المؤمن من عرش الرّحمن وبيت الله الّذى اذن ان يرفع كما قيل : @ هركه خواهد نشينى با خدا كو نشيند در حضور اوليا @@ وكما قيل : @ مسجدى كو اندرون اولياست سجده كَاه جملة است آنجا خداست @@ لكن لا يدخله الاّ بعد تصفيته عمّا لا يليق به تعالى وقد سبق فى سورة البقرة عند قوله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ } [ البقرة : 114 ] ( الى آخرها ) تحقيق للمسجد { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } اى طريق الدّعوة من الاغراض والاهواء خارجين من ارادتكم واختياركم كالميّت بين يدى الغسّال مؤتمرين بأمر ؛ موتوا قبل ان تموتوا : فانّه { كَمَا بَدَأَكُمْ } من غير ارادةٍ منكم واختيارٍ وغرضٍ وهوىً { تَعُودُونَ } فمن أراد العود اليه فليخرج من جميع ما ينسب الى نفسه والاّ فسيعيده الملائكة الغلاظ كاعادة العبد الجانى الآبق الى مولاه للمؤاخذة ، او المعنى ادعوه متضرّعين منتظرين للورود عليه مخلصين له الطّاعة والعبادة لانّه كما بدأكم تعودون اليه فيجازيكم على طاعاتكم وعلى اىّ تقدير يكون قوله كما بدأكم تعودون فى مقام التّعليل .