Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 3-4)

Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ نِّصْفَهُ } بدل من المستثنى او المستثنى منه ، وايّاً ما كان فالمعنى واحد { أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ } قليلاً ، او المعنى يا من تلفّف بثياب طبعه من افراد البشر قم فى ليل طبعك وظلمة نفسك ، او عن ليل طبعك واهوية نفسك للسّلوك الى ربّك الاّ قليلاً من اللّيل فانّ ضروريّات البدن تحصل فى قليل من اللّيل فى نصفه او اكثر او انقص ، فانّ الوقت ينبغى ان يكون اثلاثاً او ارباعاً لطلب المعيشة وتلذّذات النّفوس وطلب المعاد ، او طلب المعاش وتلذّذات النّفوس والرّاحة وطلب المعاد ، يعنى ان كنت قويّاً فاجعل نصف اوقاتك للسّلوك الى الله ، وان كنت اقوى فاجعل اكثر اوقاتك للسّلوك ، وان كنت ضعيفاً فاجعل قليلاً من اوقاتك للسّلوك { وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } ترتيل القرآن بحسب لفظه ان تقرأه قراءةً متوسّطة بين السّرعة المفرطة والبطوء المفرّط وابانة حروفه وحفظ وقوفه ، فانّ ترتيل الكلام ان تحسن تأليفه وتترسّل فيه كما عن الصّادق ( ع ) انّه قال : قال امير المؤمنين ( ع ) فى بيان الآية : بيّنه تبييناً ولا تهذّه هذّ الشّعر ولا تنثره نثر الرّمل ولكن افزعوا قلوبكم القاسية ولا يكن همّ احدكم آخر السّورة ، وفى خبرٍ آخر : هو حفظ الوقوف وبيان الحروف ، وفى خبرٍ : هو ان تمكث وتحسن به صوتك ، او المعنى فصّل المعانى المجتمعة المندرجة فى وجودك بعد القيام من رقدتك وغفلتك ، واخرج ما كان فيك بالقوّة الى الفعليّة بالنّظر والمراقبة الّتى هى من لوازم سلوكك ، وانظر الى خطرات نفسك انّها من اىّ الخطرات شيطانيّةٌ هى ام رحمانيّة وانظر الى تجليّات ربّك وجذباته ، ولعلّه للاشارة الى هذا الوجه من التّأويل قال امير المؤمنين ( ع ) : ولكن افزعوا قلوبكم القاسية ولا يكن همّ احدكم آخر السّورة .