Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 5-5)
Tafsir: Tafsīr Bayān as-saʿāda fī maqāmāt al-ʿibāda
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّا سَنُلْقِي } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل : لم امرت بقيام اللّيل وترتيل القرآن الّذى هو تفصيل المعانى المجملة فى الوجود فى العالم الكبير او العالم الصّغير ؟ - فقال : لانّا سنلقى { عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } لا يتحمّله من كان ضعيفاً فى قوّته العمّالة والعلاّمة ، وقيام اللّيل يقوّى القوّة العمّالة ويعدّ القوّة العلاّمة لادراك دقائق الامور وترتيل القرآن يعنى تفصيل المعانى المجملة فى العقول الكلّيّة والنّفوس الكلّيّة فى الكثرات الكونيّة ، وتفصيلها فى الصّغير يقوّى القوّة العلاّمة وينشط القوّة العمّالة ، والمراد بالقول الثّقيل القرآن فانّه كان من ثقله اذا نزل يأخذ النّبىّ ( ص ) شبه الغشى ، وكان فى بعض الاحيان يرى سرّة دابّته كأنّها تمسّ الارض ، او آثار الولاية فانّها لثقلها لم يكن موسى ( ع ) يطيق الصّبر على ما يرى من الخضر ( ع ) ، او المراد نصب علىٍّ ( ع ) بالخلافة فانّها لثقلها لم يكن يظهره النّبىّ ( ص ) حتّى عوتبه فى ذلك ونزل عليه فان لم تفعل فما بلّغت رسالتك ، او المراد مصائب اهل بيته بعده فانّها لثقلها كادت لا يمكن ان تسمع ، او المراد هو السّكينة الّتى لم تكن تنزل الاّ ومعها جنود لم تروها ولم تكن تنزل حتّى يطهّر القلب من الاغيار ، ولم يطهّر الاّ باستنارة القوّة العلاّمة ونشاط القوّة العمّالة ، ولا يكون ذلك الاّ بقيام اللّيل وترتيل القرآن .