Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 31-37)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قل من يرزقكم من السماء والأرض } منهما جميعاً فمن السماء المطر ، ومن الأرض النبات والحبوب والفواكه { أم من يملك السمع والأبصار } أي من يستطيع خلقهما وتسويتهما { ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي } ، قيل : النطفة من الإِنسان والإِنسان من النطفة ، وقيل : من يحييكم إذا كنتم أحياء ومن يميتكم إذا متّم { ومن يدبر الأمر } في السماء والأرض بين الليل والنهار والاحياء والإماتة واختلاف أحوال السنة { فسيقولون الله } أي هو الله تعالى يفعل ما يشاء { فقل } يا محمد { أفلا تتقون } عقابه في شرككم { فذلكم الله ربكم } يعني فاعل هذه الأشياء ربكم خالقكم { الحق } تحق له العبادة وحده ، وقيل : كل حق من جهته { فماذا بعد الحق إلا الضلال } أي قد ثبت أن توحيده وعبادته هو الحق وما بعد ذلك باطل وضلال ، قوله تعالى : { فأنى تصرفون } ، قيل : فأين يذهب بكم عن الحق ، يعني فأنى تصرفون عن الحق إلى الضلال ، وعن التوحيد إلى الشرك ، وعن السعادة إلى الشقاوة { كذلك حقّت كلمة ربك } أي كلمة العذاب ، وقيل : كلمة الوعيد ، وقيل : حكمه { على الذين فسقوا } وخرجوا عن الايمان { إنهم لا يؤمنون } { قل هل من شركائكم } التي جعلتموها شركاء في العبادة { من يبدؤ الخلق } أي يخلقهم ابتداء على غير مثال وهي النشأة الأولى { ثم يعيده } في النشأة الثانية فإذا ثبت بالدليل أن الشركاء لا يقدرون عليها وأنه تعالى هو القادر { فأنى تؤفكون } يعني كيف تصرفون عن الحق { قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق } يعني من آلهتكم التي تعبدونها { أمّن لا يهدي } نفسه ولا يهدي غيره { إلا أن يهدى } أي إلا أن يهديه الله تعالى ، وقيل : المراد به الملائكة والجن لأنهم يهتدون إذا هداهم غيرهم ، وقيل : المراد به الرؤساء والمضلون الذين يدعون إلى الكفر ، وقيل : أراد المسيح وعزير ، وقيل : هم الأصنام ، وقيل : معنى لا يهدي لا يمشي إلاَّ أن يحمل ولا ينتقل إلاَّ أن ينقل ، قال الشاعر : @ حيث يهدي ساقه قدمه @@ أولا يهدي ولا يصح منه الاهتداء إلا أن ينقله الله من حاله إلى أن يجعله حيواناً مكلفاً يهديه ، قوله تعالى : { فما لكم كيف تحكمون } بالباطل حيث تزعمون أنهم أندادٌ له { وما يتبع أكثرهم } في قولهم الأصنام أنها آلهة وأنهم شفعاء عند الله تعالى { إلا ظنَّاً } الباطل الذي لا حقيقة له { وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه } وهو ما يقدمه من الكتب المنزلة لأنه معجز ، قوله : { وتفصيل الكتاب } وتبيين ما فرض وكتب من الأحكام والشرائع .