Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 38-48)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أم يقولون افتراه قل } يا محمد إن كان الأمر على ما تزعمون { فأتوا } أنتم على وجه الافتراء { بسورة مثله } فأنتم مثلي في العربية والفصاحة { وادعوا من استطعتم من دون الله } أي من استطعتم من خلقه { إن كنتم صادقين } أنه افترى ، وقيل : من استطعتم الى معاونتكم على المعارضة ، وقيل : من تعبدونه من دون الله { بل كذبوا } سارعوا إلى التكذيب بالقرآن { بما لم يحيطوا بعلمه } ، قيل : بأن يتدبروه ، فيقفوا على معانيه وتأويله وذلك لفرط نفورهم عما يخالف دينهم ويجوز أن يكون معنى { ولما يأتهم تأويله } تأويل ما فيه من الأخبار بالعيون فيسرعون إلى التكذيب به من قبل أن ينظروا في نظمه وبلوغه ، وقيل : تفسيره وما يؤول اليه ، وقيل : عاقبة ما وعدوا به من الوعيد والتأويل ما يؤول اليه الأمر { كذلك كذب الذين من قبلهم } أي مثل هذا التكذيب كذب الذين من قبلهم يعني قبل النظر في معجزات الأنبياء ، وقيل : يتدبروها من غير انصاف من أنفسهم ولكن قلدوا الآباء وعاندوا ، وقيل : هو في الذين كذبوا وهم شاكون { ومنهم من يؤمن به } أي يصدق به في نفسه ، ويعلم أنه حق ولكنه يعاند بالتكذيب ، ومنهم من شك به ولا يصدق به في نفسه ، أو يكون للاستقبال أي منهم من سيؤمن به ومنهم من سيصر { وربك أعلم بالمفسدين } بالمعاندين والمصرِّين { وإن كذبوك } أي وإن تمنوا على تكذيبك { فقل لي عملي ولكم عملكم } تبرأ منهم وحلهم فقد أعذرت ، وقيل : هي منسوخة بآية السيف { ومنهم من يستمعون إليك } معناه ومنهم ناس يستمعون إليك إذا قرأت القرآن وعلَّمت الشرائع ولكنهم لا يعون ولا يقبلون ، وناس ينظرون ويعاينون { أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون } يعني أنهم في الناس من أين يقبلوا ويصدقوا كالصم والعمى الذين لا عقول لهم ولا بصائر ، وقوله : { أفأنت } دلالة على أنه لا يقدر على اسماعهم وهدايتهم إلا الله تعالى بالقسر والالجاء كما لا يقدر على رد الأصم والأعمى إلا الله تعالى ، قوله تعالى : { إن الله لا يظلم الناس شيئاً } أي لا ينقصهم شيئاً مما يتصل بمصالحهم من بعثه الرسل وإنزاله الكتب { ولكن الناس أنفسهم يظلمون } بالكفر والتكذيب ويجوز أن يكون وعيداً للمكذبين ، يعني لا يظلم الناس بالعقوبة ، ولكن ظلموا أنفسهم بأن فعلوا ما استحقوا به العقاب ، وقيل : لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد في سيئاتهم { ويوم يحشرهم } يجمعهم من كل مكان إلى الموقف جميعاً { كأن لم يلبثوا الا ساعة من النهار } ، قيل : لم يلبثوا في الدنيا ، وقيل : لم يلبثوا في قبورهم لهول ما يرون { يتعارفون بينهم } يعرف بعضهم بعضاً كأنهم لم يتفارقوا إلا قليلاً وذلك عند خروجهم من قبورهم ثم ينقطع التعارف بينهم لشدة الأمر عليهم { وأما نرينك بعض الذي نعدهم } في الدنيا { أو نتوفينك } فنحن نريك في الآخرة { ثم الله شهيد على ما يفعلون } فهو يعاقبهم على ذلك { ولكل أمة رسول } يبعث إليهم ينبِّههم على التوحيد ويدعوهم إلى دين الحق { فإذا جاء رسولهم } بالبيَّنات كذبوه ولم يتبعوه { قضي بينهم } أي بين النبي ومكذبيه { بالقسط } أي بالعذاب فأنجى الرسول وعذب المكذبون أو يكون المعنى لكل أمة من الأمم رسول يوم القيامة تنسب إليه فإذا جاء رسولهم قضى بينهم في الموقف ليشهد عليهم بالكفر والإِيمان قضي بينهم { ويقولون متى هذا الوعد } الذي تعدنا به من البعث وقيام الساعة .