Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 4-10)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ انه يبدؤ الخلق } في الدنيا أي يخلقهم أحياء ولم يكونوا شيئاً { ثم يعيده } يوم القيامة { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط } أي بالعدل لا ينقص من أجورهم شيئاً ، ثم بين تعالى أنه القادر على النشأة الثانية فقال تعالى : { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً } أي خلق القمر نوراً للخلق وفيهما من الدلالة وجوه كثيرة : فمنها خلقهم وخلق النور والضياء فيهما ورفعهما وامساكهما ومنازلهما ومشارقهما ومغاربهما وزيادة القمر ونقصانه ، فالقمر يقطع المنازل في شهر ، والشمس في سنة { وقدره منازل } يعني وقدر مسير القمر منازل وقدره ذا منازل كقوله تعالى : { والقمر قدّرناه منازل } [ يس : 39 ] { لتعلموا عدد السنين والحساب } وحساب الأوقات من الأشهر والليالي والسنين والآجال والزرع والشتاء والصيف { ما خلق الله ذلك } إشارة إلى المذكور { إلا بالحق } أي خلقه بالحكمة منفعة لعباده في دينهم ودنياهم كأوقات الصلاة والصوم والحج وغير ذلك من منافع الدنيا والدين ، ومع ذلك يدل على وحدانيته وقدرته وكونه عالماً لم يزل ولا يزال { يفصّل الآيات } يبينّها فصلاً فصلاً { إن في اختلاف الليل والنهار } يعني إتيان أحدهما خلف الآخر ، وقيل : اختلافهما ضياء أحدهما وظلمة الآخر { وما خلق الله في السموات } من الكواكب والأفلاك ورفعها بغير عمد ودوران النجوم { والأرض } من أنواع الحيوانات وأنواع الأرزاق والنعم من المأكول والملبوس والمشموم { لآيات } لحجج وعلامات { لقوم يتقون } معاصي الله { إن الذين لا يرجون لقاءنا } لا يخافون عقابنا { ورضوا بالحياة الدنيا } فعملوا لها واختاروها على الآخرة ولم يعملوا للآخرة { واطمأنوا بها } سكنوا إليها { والذين هم عن آياتنا غافلون } فلم يتفكروا { إن الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات } أقاموا الصلوات المفروضة { يهديهم ربهم } ، قيل : إلى الجنة ، وقيل : بالنور على الصراط ، وقيل : يرشدهم في الدنيا إلى الطاعات { تجري من تحتهم الأنهار } يعني من تحت بساتينهم وأسرتهم وقصورهم { دعواهم فيها سبحانك اللهم } أي تنزيهاً لك عن كل سوء ، روي ذلك مرفوعاً ، وقيل : إنهم يتلذذون بقول التسبيح { وتحيتهم فيها سلام } أي بعضهم يحي بعضاً بالسلام ، وقيل : هي تحية الملائكة إياهم ، وقيل : تحيَّة الله لهم { وآخر دعواهم } وخاتمة دعائهم الذي هو التسبيح { أَنِ الحمد لله ربِّ العالمين } .