Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 59-64)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قل } يا محمد لهؤلاء الكفار { أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق } ، قيل : خلق لكم من أنواع الأرزاق ، وقيل : أنزل من السماء الماء فأخرج به الأرزاق { فجعلتم منه حراماً وحلالاً } فالحرام ما حرموه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، والحلال ما استحلوا من غير إباحة شرعية ، وقيل : حراماً على النساء حلالاً للرجال كقوله : { وقالوا ما في بطون هذه الأنعام } إلى آخرها يعني أنكم بعضتموه وقلتم : هذا حلال وهذا حرام نحو قوله تعالى : { هذه أنعام وحرث حجر } [ الأنعام : 138 ] الآية { قل آلله اذن لكم } أي أخبروني هل الله أذن لكم في التحليل والتحريم فأنتم تفعلون ذلك بإذن { أم } أنتم { تفترون } أي تكذبون على الله تعالى في نسبه ذلك إليه { وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ان الله لذو فضل على الناس } حيث أنعم عليهم بالعقل ورحمهم بالوحي وتعليم الحلال والحرام { ولكن أكثرهم لا يشكرون } هذه النعمة ولا يتبعون ما هدوا إليه { وما تكون في شأن } الخطاب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقيل : أراد المكلف في شأن أي في عمل من الأعمال ، وقيل : في شأن من الدنيا والدين { وما تتلو منه } أي ما تقرأ منه ، قيل : من القرآن ، وقيل : من الشأن في القرآن ، وقيل : منه أي من الله تعالى { ولا تعملون من عمل } خطاب للمكلفين ، قوله تعالى : { الا كنا عليكم شهوداً } ، قيل : حافظاً وشاهداً عليكم حتى نشهد يوم القيامة ثم نجازيكم به ، وقيل : شاهدين رقباء نُحصي عليكم { إذ تفيضون فيه } من أفاض في الأمر إذا اندفع فيه والهاء عائدة على العمل ، وقيل : هو القرآن يعني يقولون في القرآن الكذب { وما يعزب عن ربك } أي ما يغيب عنه { من مثقال ذرة } أي من وزن ذرة وهي الذرة الحمراء الصغيرة { إلاَّ في كتاب مبين } ، وقيل : اللوح المحفوظ ، وقيل : في كتاب الحفظة ، وفيه ترغيب وترهيب وأنه لا يخفى عليه شيء فيجازيكم بجميع أعمالكم { ألاَّ إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } ، قيل : هم المتحابون في الله تعالى في خبر مرفوع ، وقيل : هم { الذين آمنوا وكانوا يتّقون لهم البشرى في الحياة الدنيا } ما بشر الله به المتّقين في غير مكان من القرآن وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له " ، وقيل : محبة الناس له والذكر الحسن وعن عطاء لهم البشرى عند الموت تأتيهم الملائكة بالرحمة ، قال الله تعالى : { تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنَّة التي كنتم توعدون } [ فصلت : 30 ] وفي الآخرة تلقى الملائكة إياهم مسلمين ومبشرين بالفوز والكرامة وما يرون من بياض وجوههم وأعطاهم الصحف بايمانهم .