Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 87-92)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وأوحينا إلى موسى وأخيه } أمرناهما { أن تبَوَّءا } اتخذا { لقومكما بمصر بيوتاً } هي مصر المعروفة بيوتاً تسكنونها وتأوون إليها { واجعلوا بيوتكم قبلة } أي مصلّى ، وقيل : كانوا خائفين فأمروا أن يصلوا في بيوتهم عن ابن عباس ومجاهد ، وإبراهيم والسدي ، وأبي علي واختلفوا في القبلة ، فقيل : أراد الكعبة ، وقيل : بيت المقدس { وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه } يعني أشرافهم وكبراءهم { زينة } من متاع الدنيا { وأموالاً في الحياة الدنيا } يعني بسطت ذلك لهم في الدنيا { ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم } دعا عليهم يعني اطمس على أموالهم أهلكها واشدد على قلوبهم قيل : أمتهم بعد سلب أموالهم ، وقيل : الشد على القلب عبارة عن الخذلان { قال قد أجيبت دعوتكما } يعني موسى وهارون ( عليهما السلام ) { فاستقيما } ، قيل : على الطاعة وأراد الرسالة والدعاء إلى الدين ، وروي أن موسى ( عليه السلام ) مكث بعد الدعاء أربعين سنة ثم أهلك الله تعالى فرعون وقومه ، وقيل : بل أخذ في الحال { ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون } أي لا تتبعان سبيل الجهلة بعبادة غير الله ولا تعجلا فإن العجلة ليست بمصلحة وهذا كما قال لنوح ( عليه السلام ) إني أعظك أن تكون من الجاهلين { وجاوزنا ببني إسرائيل البحر } أي قطعنا بهم ، ثمَّ بيَّن تعالى ما آل إليه من فرعون وقومه ، فقال تعالى : { وجاوزنا ببني إسرائيل البحر } وذلك أن الله تعالى لما أجاب موسى أمره بإخراج بني إسرائيل من مصر ليلاً فخرج { فأتبعهم فرعون وجنوده } مشرقين حتى أتوا على البحر وأمر الله موسى أن يضرب البحر بعصاه فانفلق فصار فيه اثني عشر طريقاً يابسة ، وارتفع بين كل طريقين الماء كالجبل ، وصار في الماء شبه الحروق ينظر بعضهم إلى بعض حتى جاوز موسى وهارون وبني إسرائيل ، وانتهى فرعون إلى البحر فرآه بتلك الهيئة ساكناً فهاب دخوله وكان على حصان أدهن فتقدمه جبريل ( عليه السلام ) على رمكه فخاض البحر ، وميكائيل يسوقهم ، فاقتحم واقتحمت الخيول فانطبق الماء عليهم وغرقوا ، فقال بعضهم : لم يغرق فرعون فقذفه البحر ميتاً حتى رآه بني إسرائيل . { قال آمنت أنه لا إله إلاَّ الذين آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين } { الآن } ، قيل : فيه إضمار ، أي قيل له : الآن آمنت حين لا يقبل الايمان لأنه حال الالجاء وكنت قبل كافراً مفسداً ، واختلفوا في قائل هذا والمخاطب به فقيل : ملك الموت بأمر الله عز وجل ، وقيل : جبريل { فاليوم ننجيك ببدنك } ، قيل : نبعدك عن جميع ملكك ، وقيل : نلقيك على نجوة من الأرض ، قال كعب الأحبار رماه الماء إلى الساحل كأنه ثوراً ونبديك كاملاً سوياً أو عرياناً أو بدرعك ، وروي أنه كان له درع من ذهب { لتكون لمن خلفك } أي من ورائك { آية } علامة وهم بنو إسرائيل .