Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 93-101)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولقد بوَّأنا بني إسرائيل } أي مكنّا ، وقيل : هيّأنا لهم منازل يرجعون إليها ، وقوله تعالى : { مبوّأ صدق } منزلاً صالحاً وهو مصر والشام { ورزقناهم من الطيبات } الحلال وهو مواريث أهل مصر والشام فإنهم أخرجوا وتركوا أموالهم وديارهم فأغرقوا { فما اختلفوا } يعني بني إسرائيل وهم اليهود الذين كانوا زمن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانوا على الاقرار بالنبي قبل مبعثه { فإن كنت في شك } ، قيل : الخطاب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : لغيره ، فمن قال أن الخطاب لغيره فالمعنى فإن كنت أيها الإنسان أو أيها السامع { مما أنزلنا إليك } يعني القرآن والشرائع { فاسأل الذين يقرؤون الكتاب } يعني سل مؤمني أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وابن صوريا وتميم الداري وكعب الأحبار فإنهم يخبرونك بما في كتابك { فلا تكونن من الممترين } الشاكين { ولا تكونن } أيها السامع { من الذين كذبوا بآيات الله } ، قوله تعالى : { إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون } ، قيل : كلامه إخباره أنهم لا يؤمنون ، وقيل : وعيده إنهم يصيرون إلى العذاب ، وقيل : سخطه عليهم { فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها الاَّ قوم يونس } استثنى من القرى وهو استثناء منقطع بمعنى ولكن قوم يونس { لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا } روي أن يونس ( عليه السلام ) بعث الى قومه فكذبوه فذهب عنهم مغاضباً فلما فقدوه خافوا نزول العذاب فلبسوا المسوح وعجوا أربعين ليلة ، وقيل : قال لهم يونس : ان أجلكم أربعين ليلة ، فقالوا : إن رأينا أسباب العذاب آمنا بك ، فلما مضت خمس وثلاثون ليلة أغامت السماء غيماً أسوداً هائلاً يدخن دخاناً شديداً ، ثم هبط حتى تغشى مدينتهم وسوّد سطوحهم ، فلبسوا المسوح وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم ، وفرقوا بين النساء والصبيان ، وبين الدواب وأولادها ، فحنّ بعضها إلى بعض وأظهروا الايمان والتوبة وتضرعوا إلى الله فرحمهم وكشف عنهم كان يوم الجمعة يوم عاشوراء وعلت الأصوات والعجيج ، وعن ابن مسعود : بلغ من توبتهم أن ردّوا المظالم حتى أن الرجل يقلع الحجر وقد وضع عليها أساس فيرده ، وروي أنه لما أتاهم مقدمة العذاب خرجوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا : قد نزل بنا ما ترى من العذاب فقال لهم قولوا : يا حي حين لا حي ، ويا محيي الموتى ، ويا حي لا إله إلاَّ أنت ، فقالوا ذلك فكشف الله عنهم وكان يوم الجمعة يوم عاشوراء { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً } قال ابن عباس : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حريصاً على إيمان جميع الناس فأنزل الله هذه الآية يعني ولو شاء ربك لأكرههم ولو أكرههم لما يستحقوا عليه ثواباً { وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله } يعني بعلمه { ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون } ذماً لهم ، قيل : الرجس العذاب ، وقيل : الغضب { قل } يا محمد لمن سألك الآيات { انظروا } أي تفكروا { ماذا في السموات والأرض } من العبر والدلائل من اختلاف الليل والنهار والنجوم والأفلاك وما خلق الله من الجبال والبحار ، وما أنبت الله من الأشجار والثمار وما أخرج من الحيوانات ، وما ينزل من السماء من أنواع المطر ورتق السماء بلا عمد وغير ذلك من آيات الله الباهرة .