Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 114-119)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وأقم الصلاة طرفي النهار } وهو غدوه وعشيَّه ، وعن ابن عباس قال : طرفي النهار الغداة والمغرب { وزلفاً من الليل } وهي الساعة القريبة من آخر النهار ، مأخوذ من أزلفه أي قربه ، وصلاة الغداة والفجر ، وصلاة العشيَّة العصر والظهر لأن ما بعد الظهر والعصر عشي وصلاة الزلف المغرب والعشاء { إن الحسنات يذهبن السيئات } ، قيل : أراد يكفرن الصغائر بالطاعات ، وفي الحديث : " ان الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما ما اجتنبت الكبائر " " وروي أنها نزلت في رجل من الأنصار كان يبيع التمر فأتته امرأة فأعجبته فقال لها : ان في البيت أجود من هذا التمر ، فذهب بها إلى بيته فضمها إلى نفسه وقبلها فتركها وندم ، فأتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأخبره بما فعل فقال له : " انتظر أمر ربي " فلما صلى صلاة العصر نزلت فقال له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اذهب فإنها كفارة لما عملت " { فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية } معنى الكلام هل لا كان منهم من كان فيه خير { ينهون عن الفساد } حتى لا يعمهم الهلاك ، وقيل : من كان يبقي على نفسه من عذاب الله أي يرحم نفسه فلا يعرضها لعذاب النار أولو بقية ثم وصف البقية فقال : ينهون عن الفساد في الأرض أي هلاّ نهوا عن المنكر ، والمراد لم يكن من القرون بقية تنهي عن الفساد { إلاَّ قليلاً ممن أنجينا منهم } استثناء منقطع يعني : لكن قليلاً منهم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وهم أتباع الأنبياء وأهل الحق أنجاهم الله تعالى { واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه } يعني ظلموا أنفسهم ومالوا إلى الدنيا وزينتها ونعيمها ، قوله تعالى : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة } يعني لاضطرهم إلى أن يكونوا أمة واحدة أي أهل ملة واحدة وهي ملة الاسلام { إلاَّ من رحم ربك } إلاَّ ناساً هداهم الله ولطف بهم فاتفقوا على دين الحق غير مختلفين فيه { ولذلك خلقهم } أي ولرحمته خلقهم واللام لام العاقبة ، وقيل : وعلى الرحمة خلقهم { وتمت كلمة ربك } هي وعده ووعيده الذي لا خلف فيه ، وقيل : معنى تمت بخبرها يكون كما أخبر به ، وقيل : الكلمة هي قوله تعالى للملائكة : { لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } من الذين اختلفوا في الحق وتمسكوا بالباطل .