Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 12-16)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك } الآية نزلت في أهل مكة قالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن كنت رسولاً فحوّل لنا جبال مكة ذهباً لنستغني فإنا نراك فقيراً ، أو تأتينا بالملائكة لتشهد لك بالنبوة ، وقيل : قالوا : ائتنا بكتاب ليس في سب آلهتنا فنزلت الآية { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك } أي لعلك أن تترك أن تلقيه إليهم وتبلغه إياهم مخافة ردهم له وتهاونهم به { وضائق به صدرك } أن تتلوه عليهم مخافة { أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز } أي هلا أنزل عليه ما اقترحناه نحن من الكنز والملائكة { إنما أنت نذير } أي ليس عليك الا تنذرهم بما أوحي إليك وتبلغهم ما أمرت بتبليغه ، ولا عليك إن ردّوا أو تهاونوا أو اقترحوا { والله على كل شيء وكيل } يحفظ ما يقولون عالم به { أم يقولون افتراه } يعني أما أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو يقولوا افتراه اختلعه من عنده { قل } يا محمد { فأتوا بعشر سور مثله مفتريات } وهذا تحدي يعني ان كان هذا كلامك فقل لهم : فاتوا بعشر سور مثله في الفصاحة والنظم والمعنى { وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين } إنه كلام محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أي ادعوا كل من تستطيعون إلى المعاونة على المعارضة ، وقيل : شركاؤكم ، وقيل : من خالف محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من جميع الأمم { فإن لم يستجيبوا لكم } ، قيل : معناه فإن لم يستجيبوا لك وللمؤمنين أن رسول الله والمؤمنين كانوا يتحدونهم وقد قال في موضع آخر { فإن لم يستجيبوا لك } ويجوز أن يكون الجمع لتعظيم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووجه آخر وهو أن يكون الخطاب للمشركين ، والضمير في تستجيبوا إلى من استطعتم ، يعني فإن لم يستجب لكم من تدعونه من دون الله تعالى إلى المظاهرة على معارضته لعلمهم بالعجز عنه وإن طاعتهم أقصر من أن تبلغه { فاعلموا أنَّما أنزل بعلم الله } أي أنزل ملتبساً بما لا يعلمه إلا الله تعالى من نظم معجز للخلق { وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون } متابعون للاسلام بعد هذه الحجة القاطعة فهذا وجه حسن روى ذلك جار الله ، ومن جعل الخطاب للمسلمين فمعناه فأثبتوا على العلم الذي أنتم عليه ، ومعنى فهل أنتم مسلمون قيل : أنتم مخلصون { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِّ إليهم } نوصل إليهم أجور أعمالهم وافية كاملة من غير بخس في الدنيا وهو ما يرزقون فيها من الصحة والرزق ، وقيل : هم أهل الرياء ، وعن أنس : هم اليهود والنصارى ، وقيل : هم الذين جاهدوا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من المنافقين ، قوله تعالى : { وحبط ما صنعوا فيها } يعني لم يكن لهم ثواب لأنهم لا يريدون به الآخرة وإنما أرادوا به الدنيا وقد وفّى إليهم ما أرادوه { وباطل ما كانوا يعملون } يعني لأنه لم يعمل لوجه صحيح والعمل الباطل لا ثواب له .