Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 17-26)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفمن كان على بيِّنةٍ من ربه } أي معه حجة من الله تعالى وهو القرآن { ويتلوه شاهد } أي يتبعه من يشهد بصحة القرآن ، قيل : هو جبريل ( عليه السلام ) ، وقيل : هو شاهد من الله وهو محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، عن الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، وقيل : هو علي ( عليه السلام ) يشهد للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو { منه } ذكره الحاكم قال : والصحيح أنه من كان على بينة من ربه وهو كل محق يعتقد التوحيد والعدل ، والبينات هي الحجج الدالة على ذلك ، ويتلوه شاهد مؤكد وهو القرآن يشهد على ذلك ومنه كناية عن الله تعالى لأنه أنزله وكذلك التوراة يشهد على ذلك { ومن قبله } أي من قبل القرآن { كتاب موسى } يعني التوراة { إماماً } يؤتم به في أمور الدين { ورحمةً } يعني نعمة من الله تعالى على عباده ثم نسخ ، وقيل : هي شاهدة لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بما فيها من البشارة { أولئك يؤمنون به } ، قيل : أصحاب موسى ( عليه السلام ) يؤمنون بالتوراة وما فيها ، وقيل : يؤمنون بالقرآن { ومن يكفر به } ، قيل : بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : بالقرآن { فالنار موعده } ، قوله تعالى : { إنه الحق من ربك } يعني القرآن { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً } يعني لا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب وظلم النفس أن تحرمها ثواب الأبد وتهلكها بعذاب الأبد { أولئك يعرضون على ربهم } يقفون موقفاً يراه الخلائق للمطالبة بما عملوا { ويقول الأشهاد } ، قيل : هم الملائكة الحفظة ، وقيل : هم شهداء كل عصر من المؤمنين ، وقيل : هم الأنبياء ( عليهم السلام ) { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم } يعني كذبوا الرسل هذا من كلام الأشهاد ، واللعن الطرد والابعاد في اللغة وفي الشرع عقوبة من الله تعالى ثم وصفهم تعالى فقال : { الذين يصدون عن سبيل الله } الآية ، قوله : { أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض } يعني هؤلاء الكفار لم يكونوا ممتنعين من العذاب ولا يمنعهم غيرهم ، وقيل : سابقين ، وقيل : فائتين { وما كان لهم من دون الله من أولياء } من أنصار ينصرونهم من دون الله لدفع العذاب { يضاعف لهم العذاب } أي يُزاد لهم في العذاب { ما كانوا يستطعيون السمع وما كانوا يبصرون } ، قيل : يثقل عليهم سماع الأدلة والقرآن بغضاً وعناداً ، فلا يسمعوا ولا لهم به علم ولا بصيرة ، وقيل : صمّ عن سماع الحق ، عمي عن رؤيته { لا جرم } ، قيل : خفاء ، وقيل : حقاً ، وقيل : لا بدّ ولا محالة { وأخبتوا إلى ربهم } أي واطمأنوا إليه وانقطعوا إلى عبادته بالخشوع والتواضع { مثل الفريقين } يعني المؤمن والكافر { كالأعمى والأصم والبصير والسميع } سمي المؤمن بالسميع والبصير ، والكافر بالأعمى والأصم ، لأن المؤمن ينتفع والكافر لا ينتفع فصارت آلته كالمعدومة { هل يستويان } ، قيل : لا يستويان في استحقاق الثواب ، وقيل : كيف يستويان .